الاثنين، 23 أبريل 2012
مرسى ، جمعة ، عبدالغفور ..ثلاث زيارات بثلاث قراءات
كثيراً ما أكتب فى تدوينتى عن أكثر من موضوع و طبعاً فمرد ذلك أنني قليل الكتابة و أكتب على فترات متباعدة و غير منتظمة مما يضطرني إلى تسجيل كل ما لدى حول أكبر قدر من المطروح أمامي كلما واتتنى الفرصة فى سياق تدوينة واحدة .
مرسى فى الشرقية
شاء القدر و اعتمد الدكتور / محمد مرسى كمرشح أخير للحزب و الجماعة بعد أقصى الشاطر ، و تأتى زيارته للزقازيق بمحافظة الشرقية فى سياق زيارات متعددة لأقاليم و محافظات مختلفة ، لكنني أرى أن زيارته للزقازيق ستكون ذات مذاق خاص له و لأهل المدينة معاً ، فالزقازيق تلك المدينة التى مثلها مرسى بالبرلمان و ذات الكثافة السكانية العالية جداً ـ للأسف ـ و بالتالي ذات الكتلة التصويتية الدسمة ، و المحافظة ذات الطبيعة المحافظة و بالتالى ذات الميل الإسلامي الواضح تحمل لمرسى الكثير بحكم كونها مسقط رأسه ، فقد تكون المرجح الرئيسي لكفته فى الانتخابات المزمعة ، خاصةً و أن كثيرا ممن سيستقبلونه هذه المرة هم من مؤيديه السابقين ، و سبق و أن استقبلوه فى مؤتمرات انتخابية و جالسوه و أعجبوا بأدائه البرلماني فى ظل تضييق النظام السابق ، ثم تعاطفوا معه فى 2005 عندما أقصى لصالح أحد ضباط أمن الدولة السابقين .
فإذا ما أضفنا إلى ذلك عدم وجود تيارات رئيسية فى المحافظة تنافس التيار الإسلامي خلا بعض الفلول التى قد تؤيد شفيق ـ ابن المحافظة أيضاً ـ فإن فرص مرسى تبدو أكثر خاصةً بعد الخروج المدوى والمحزن للشيخ حازم أبى إسماعيل ، و فى ظل عدم ظهور أى مواقف للدكتور / أبى الفتوح تعبر عن تحرك حقيقي فى اتجاه رأب الصدع مع الجماعة و محاولة بناء الثقة وصولا للحصول على التأييد .
مبدئياً أدرك ان مرسى ليس " شاطراً " كسابقه المستبعد ، و إن كان مهندساً هو الآخر و دكتوراً سابقاً بكلية الهندسة ، كما أدرك أنه ليس كاريزمياً كأبي إسماعيل و أبى الفتوح ، لكننى أدرك أيضاً أن انتخاب مرسى بالذات ليس انتخاباً لشخص بقدر ما هو انتخاب لمؤسسة ، و حضور الشاطر معه فى الزيارات السابقة و الزيارة المرتقبة يؤكد ظنى بأن الرجل الأكثر ولاءاً و ليس كفاءة سيتثنى من خلال ولائه تمرير كفاءات متعددة تنضح بها " مؤسسة " الإخوان ، و مما زادنى حماساً له تعليق سمعته البارحة لإبراهيم عيسى حول ترشح أبى الفتوح أكد لى فى النهاية أنه حتى لو صدر الإخوان د / رفيق حبيب ـ مع احترامي طبعاً ـ فلن ترضى عنه بعض الفئات لأن المسألة تبدو عند بعض هؤلاء البعض بغضاً لإخوان أكثر مما هى حباً لأبى الفتوح ، بل أكاد لا أبالغ لو قلت بأن أمنيتى بأن يصير أبو الفتوح مرشحاً للجماعة قد ينزع عنه ميزة الإجماع الوطنى إذ عندها ربما ينفض بعض ذلك " البعض " من حوله .
المفتى فى أورشليم
زيارة غير موفقة و تمت بقرار انفرادي و غير محسوب ، هذا فى رأيى أقل ما يمكن التعليق به على زيارة فضيلة / مفتى الديار المصرية للمسجد الأقصى الواقع تحت سلطة الاحتلال ، فهى تفتح المجال لمزيد من اجتهادات دينية تخدم الاتجاه التطبيعي مع العدو الصهيوني ، كما أنها تحرج الكنيسة الأرثوذكسية التى تحرم على أتباعها زيارة مقدساتها القابعة تحت سلطة الاحتلال ، فإذا ما أصبحت سنة لكون مفتى الديار هو من قام بها و تلقفها أنصار التطبيع مع إسرائيل ترويجاً و تبريراً فإننا نكون قد فتحنا أفقاً ربحياً سياحياً جديداً للاقتصاد الصهيوني الذى من مهمتنا أننا ننهكه لا أن ننعشه ، و لربما يأتى اليوم الذى تظهر فيه على شريط الدعايا للقنوات الدينية إعلانات عن رحلات " شد الرحال " للمسجد الأقصى تنظمها شركات سياحة إسرائيلية بباصات تأخذك من موقعك فى مصر إلى الأراضي المقدسة " المحتلة " مباشرة ً، و عندها سيكون فى وسع أي دبلوماسي صهيوني أن يصرح على طريقة " عيسى العوام " فى فيلم " الناصر صلاح الدين " أن : " تاريخنا أثبت أنها أكثر أماناً فى حوزتنا نحن اليهود " .
هذا كله كوم و مشاريع الاستمالات و التجنيدات و " جر الرجلين " التى لن تتورع أجهزة إسرائيل الاستخباراتية عن ممارستها تجاه حجاج بيت المقدس كوم آخر .
أكرر لقد كانت تلك الزيارة قراراً غير محسوب و لم يستشر فيه صاحبه أحداً ولا جهةً رسمية كانت أو شعبية ، و لست أدرى ما الدافع وراءها فى هذا التوقيت بالذات الذى يشهد تفلت بعض القطاعات و الطوائف فى اتجاه كسر قرار مقاطعة إسرائيل ؟؟ و لماذا هذا الشغف من قبل بعض الشخصيات العامة بإثارة الجدل الداخلى و البلبلة فى وقت نحن فيه فى أمس الحاجة لمن يوفر لنا الهدوء ريثما يتم اجتياز المرحلة بسلام ؟! ، و ما الموقف الذى ستتخذه القيادة السياسية ـ التنفيذية طبعاً ـ خاصة و قد تمت معاقبة كتاباً و مثقفين و فنانين عرب و مصريين رسمياً و شعبياً على إثر نشاطات تطبيعية مماثلة ؟!
النور فى غزة :
أول تحرك خارجي على ما أعتقد لحزب النور هو تلك الزيارة التى قام بها وفد الحزب لقطاع غزة أمس الأول ، بداية موفقة فالدخول على خط القضية لفلسطينية مهم و إيجابى جداً بالنسبة لأى فصيل سياسى فى المنطقة لاسيما ما يتعلق بمظلومية شعب غزة المحاصر ، طبعاً قيادة حزب النور تدرك أنها لا تمتلك الآن الأدوات التى تجعل من الحزب طرفاً مؤثراً فى القضية ككل لكنها البداية التى لابد منها و إن كانت متواضعة ، وجيد جداً أن قيادة الحزب أدركت أهمية هذا التحرك الذى يفيد فى إصلاح صورته المشوهة بفعل القذائف الإعلامية التى يتلقاها الحزب منذ نجاحه فى الانتخابات البرلمانية ، و خطوة طيبة لاستعادة ما افتقد من الثقة الجماهيرية و لو أننى أرى أن الزيارة لم تأخذ حقها من التغطية حتى من القنوات المحسوبة على التيار الإسلامي السلفي ، وكان من الممكن أن تؤتى ثماراً أكثر لولا أن الأحداث السياسية المتفاقمة طغت عليها و تحيز الإعلام ضد تحركات الأحزاب الإسلامية فى الوقت الذى يوجه عدساته و أقلامه لتغطية أتفه الأحداث هنا و هناك ، و لعل البعض يذكر كيف اكتسب الحزب السلفى فى الكويت شعبية و مصداقية على إثر مشاركة بعض قياداته فى " أسطول الحرية " و تعرض أعضائه للتوقيف من قبل السلطات الاسرائيلية
المواقف الحزبية السياسية بدلا من المواقف الدعوية أو الروحية أو حتى الإفتائية هى التغير المنتظر فى أداء الحزب ، و هذه الزيارة التى يتصدرها رئيس الحزب لمقابلة مسئولين سياسيين فى الخارج تعتبر بداية ضرورية لممارسة الدبلوماسية عملياً وصولاً لاستثمار الثقل الشعبى و التأثير الروحى سياسياً ، خاصة و أن هناك قضايا أخرى خارجية تحتاج لدور سياسى من حزب فى ثقل حزب النور يمثل بلد فى أهمية مصر ، أرى كذلك أن الزيارة تمثل خطوة على طريق التقارب الفعلي ما بين الحركات الإسلامية نظرا لسيطرة حماس الإخوانية على القطاع فضلاً عن أنها تفتح خطوط علاقات خارجية مما يبشر بمزيد من الخبرة فى هذا المجال الذى يتفتقد الحزب لكوادره .
زيارة غير موفقة و تمت بقرار انفرادي و غير محسوب ، هذا فى رأيى أقل ما يمكن التعليق به على زيارة فضيلة / مفتى الديار المصرية للمسجد الأقصى الواقع تحت سلطة الاحتلال ، فهى تفتح المجال لمزيد من اجتهادات دينية تخدم الاتجاه التطبيعي مع العدو الصهيوني ، كما أنها تحرج الكنيسة الأرثوذكسية التى تحرم على أتباعها زيارة مقدساتها القابعة تحت سلطة الاحتلال ، فإذا ما أصبحت سنة لكون مفتى الديار هو من قام بها و تلقفها أنصار التطبيع مع إسرائيل ترويجاً و تبريراً فإننا نكون قد فتحنا أفقاً ربحياً سياحياً جديداً للاقتصاد الصهيوني الذى من مهمتنا أننا ننهكه لا أن ننعشه ، و لربما يأتى اليوم الذى تظهر فيه على شريط الدعايا للقنوات الدينية إعلانات عن رحلات " شد الرحال " للمسجد الأقصى تنظمها شركات سياحة إسرائيلية بباصات تأخذك من موقعك فى مصر إلى الأراضي المقدسة " المحتلة " مباشرة ً، و عندها سيكون فى وسع أي دبلوماسي صهيوني أن يصرح على طريقة " عيسى العوام " فى فيلم " الناصر صلاح الدين " أن : " تاريخنا أثبت أنها أكثر أماناً فى حوزتنا نحن اليهود " .
هذا كله كوم و مشاريع الاستمالات و التجنيدات و " جر الرجلين " التى لن تتورع أجهزة إسرائيل الاستخباراتية عن ممارستها تجاه حجاج بيت المقدس كوم آخر .
أكرر لقد كانت تلك الزيارة قراراً غير محسوب و لم يستشر فيه صاحبه أحداً ولا جهةً رسمية كانت أو شعبية ، و لست أدرى ما الدافع وراءها فى هذا التوقيت بالذات الذى يشهد تفلت بعض القطاعات و الطوائف فى اتجاه كسر قرار مقاطعة إسرائيل ؟؟ و لماذا هذا الشغف من قبل بعض الشخصيات العامة بإثارة الجدل الداخلى و البلبلة فى وقت نحن فيه فى أمس الحاجة لمن يوفر لنا الهدوء ريثما يتم اجتياز المرحلة بسلام ؟! ، و ما الموقف الذى ستتخذه القيادة السياسية ـ التنفيذية طبعاً ـ خاصة و قد تمت معاقبة كتاباً و مثقفين و فنانين عرب و مصريين رسمياً و شعبياً على إثر نشاطات تطبيعية مماثلة ؟!
النور فى غزة :
أول تحرك خارجي على ما أعتقد لحزب النور هو تلك الزيارة التى قام بها وفد الحزب لقطاع غزة أمس الأول ، بداية موفقة فالدخول على خط القضية لفلسطينية مهم و إيجابى جداً بالنسبة لأى فصيل سياسى فى المنطقة لاسيما ما يتعلق بمظلومية شعب غزة المحاصر ، طبعاً قيادة حزب النور تدرك أنها لا تمتلك الآن الأدوات التى تجعل من الحزب طرفاً مؤثراً فى القضية ككل لكنها البداية التى لابد منها و إن كانت متواضعة ، وجيد جداً أن قيادة الحزب أدركت أهمية هذا التحرك الذى يفيد فى إصلاح صورته المشوهة بفعل القذائف الإعلامية التى يتلقاها الحزب منذ نجاحه فى الانتخابات البرلمانية ، و خطوة طيبة لاستعادة ما افتقد من الثقة الجماهيرية و لو أننى أرى أن الزيارة لم تأخذ حقها من التغطية حتى من القنوات المحسوبة على التيار الإسلامي السلفي ، وكان من الممكن أن تؤتى ثماراً أكثر لولا أن الأحداث السياسية المتفاقمة طغت عليها و تحيز الإعلام ضد تحركات الأحزاب الإسلامية فى الوقت الذى يوجه عدساته و أقلامه لتغطية أتفه الأحداث هنا و هناك ، و لعل البعض يذكر كيف اكتسب الحزب السلفى فى الكويت شعبية و مصداقية على إثر مشاركة بعض قياداته فى " أسطول الحرية " و تعرض أعضائه للتوقيف من قبل السلطات الاسرائيلية
المواقف الحزبية السياسية بدلا من المواقف الدعوية أو الروحية أو حتى الإفتائية هى التغير المنتظر فى أداء الحزب ، و هذه الزيارة التى يتصدرها رئيس الحزب لمقابلة مسئولين سياسيين فى الخارج تعتبر بداية ضرورية لممارسة الدبلوماسية عملياً وصولاً لاستثمار الثقل الشعبى و التأثير الروحى سياسياً ، خاصة و أن هناك قضايا أخرى خارجية تحتاج لدور سياسى من حزب فى ثقل حزب النور يمثل بلد فى أهمية مصر ، أرى كذلك أن الزيارة تمثل خطوة على طريق التقارب الفعلي ما بين الحركات الإسلامية نظرا لسيطرة حماس الإخوانية على القطاع فضلاً عن أنها تفتح خطوط علاقات خارجية مما يبشر بمزيد من الخبرة فى هذا المجال الذى يتفتقد الحزب لكوادره .
الجمعة، 6 أبريل 2012
الشاطر ..أبو إسماعيل ..أبو الفتوح .. دمى و ابتسامتي و دموعي .
بحثت كثيراً عن جملة تعبر عن موقفى من هؤلاء المرشحين الثلاثة فلم أجد سوى هذا العنوان لإحدى روايات أظنها لإحسان عبد القدوس ـ الرواية و ليس الفيلم ـ و هى ( دمى و ابتسامتي و دموعي ) .
اذا تجاوزنا ترتيب مفردات العنوان و بدأنا بالابتسامة فيمكنى الاعتراف بأن مبعثها يتمثل بالنسبة لى فى شخص و آداء المترشح الأستاذ / حازم أبو إسماعيل ، ذلك الرجل الذى يحرج محاوريه بدل أن يحرجوه و يضعهم فى الزاوية الضيقة بدل أن يضعوه و يجيب بأريحية و تمكن موسوعى عن كل أسئلتهم المدبرة بليل واضعاً حلولاً عبقرية ـ و لو نظرياً ـ لأعقد المشكلات ، و أعترف مبدئياً بأنه استطاع أن يحرك بداخلى شأنى شأن قطاع كبير من الشباب المتدين ـ و أحسبنى منهم ـ آمال و طموحات التحول الاسلامى و مردوداته الخيرة فارضاً بهيئته و طرحه صورة الخليفة الإسلامى أو السلطان العثمانى الذى يشبهه أبو إسماعيل حتى فى تكوينه الجثمانى الضخم الذى يحاكى ضخامة رقعة الدولة الإسالامية أيام العباسيين و العثمانيين .
طرحه المحافظ و سمته ثم ذكاؤه استفاد منهما على أحسن وجه ، فهو الوحيد الذى لا يمكنك حسابه على الإخوان أو السلفيين ـ أهلي و زمالك الدورى السياسى ـ و قناعة الجمهور بسلفيته أعطته الفرصة ليستفيد من تلك المادة الخام السلفية المستباحة و الغير معلبة فى جماعة واحدة أو تنظيم واحد ، و رغم قلقى و اعتقادى بان نجاح أبى اسماعيل إن تم فهو أمر محفوف بالمخاطر و قد يضعنا فى مآزق الاستقطاب الأيديلوجى داخلياً و الاستهداف خارجياً ، بل و قد يكون مدعاةً لانقلاب عسكرى داخل الجيش على طريقة ما وقع ضد جبهة الانقاذ ـ المحافظة و ذات الطروحات المشابهة ـ فى الجزائر من العسكر المعادى للظاهرة الإسلامية و الذين عندنا بعض نماذج مشابهة لهم ، أقول ذلك إلا أننى أعترف بأن الابتسامة واتتني بل و تحولت الي ضحكة عندما تحول الرجل من مجرد مترشح رئاسى إلى ظاهرة سياسية و اجتماعية تعتلى الحوائط و الجدران و واجهات المحال ، و ابتسمت و استبشرت خيرا رغم أننى أعترف بأنى لن أمنحه صوتي فى حال استمر فى السباق لأننى قرأت هذا الحشد الغفير الذى يحيط به كلما تحرك أو تكلم من زاوية أنها إفشال لمخطط كان يرسم فى الخفاء لفض الجموع من حول الحركة الإسلامية و تكفير الجمهور بمصداقيتها .
أما دموعى المعنوية فقد سقطت عندما ترك عبدالمنعم أبو الفتوح الجماعة ـ أو تركته لايهم ـ و ازداد أسفى عندما سبق عزله من الجماعة سيفها الذى أشهرته فى وجه خصومها التقليديين و المستجدين بترشيحها لواحد من بين صفوفها ، و قبل أى شىء لابد و أن أؤكد بأننى عندما أسدى رأيى هنا فإننى غير متأثر بمزايدات خصوم الحركة الإسلامية و ادعاءاتهم ، فقد تكشف لى عبر انتخابات البرلمان كيف أن اليسار " المعادى " للطائفية و استغلال رأس المال اقتات سياسياً على التصويت الطائفى و تمويل رجال الأعمال و كيف أن أعرق الأحزاب الليبرالية ضم إلى صفوفه فلول النظام البائد عندما فقد تأييد الطائفى الذى دأب على مغازلته طويلاً و أخيراً من كانوا يناصبون المجلس العسكرى العداء و الهجوم صاروا يراسلونه مظهرين الود و التشجيع بل و الولاء ، و كل هؤلاء أنفع لهم أن ينظروا فى غيوب أنفسهم قبل أن يتحدثوا عن أخطاء الآخرين إن كان الآخرون أصلاً قد أخطأوا ، عموماً و بالرغم من ذلك فقد كنت أتمنى لو كان عبد المنعم " منفرداً " هو ذلك السيف الذى تشهره الحركة الإسلامية فى وجوه خصومها التفليديين و المستجيدين ، ذلك أن عبدالمنعم أبو الفتوح " منفرداً " من بين جميع المترشحين هو محل الإجماع الإسلامى و الوطنى و الإخوانى معاً ، فترشحيه من قبل الجماعة كان سيقوى الطموح الإسلامى لأن القسمة كانت ستكون على 3 بدلاً من 4 بل و كان من الممكن اثناء العوا لصالحه فإذا ما خرج أبو اسماعيل لاعتبارات الجنسية كنا سنكون بصدد مرشح واحد للحركة الإسلامية ، وطنياً أيضاً يمكن القول بأن الرجل هو محل احترام كثير من القوى العلمانية و بخاصة المنصفة منها و لعل من يتابع اخبار حملته سيندهش عندما يرى قطاعا كبيرا من أنصاره هم من خارج الإسلاميين ، و أخيراً فترشيحه إخوانياً سيدرأ نوايا و مشاريع الانشقاق من قبل أنصاره المنتشرين فى داخل الجماعة بخاصة من الشباب فى وقت تعتبر فيه جماعة الإخوان هى فى أمس الحاجة إلى من يجنبها مزيد من سيناريوهات الانشقاق ، لكن و يا أسفى على لكن فموقفى من الرجل سيتوقف عند حد التعاطف و لأنه يجعلنى بمثابة أب لفتاة يأتى لخطبتها عريس " رئيس " لقطة فيرفضه رغم إعجابه لأنه جاء " منفرداً " من غير أن يحضر و معه " الجماعة " .
و أخيراً فالشاطر هو دمى و لحمى بعد أن شارفت الحركة الاسلامية على الاجماع عليه ، و أظنه سيكون كذلك للكثيرين ، و بما أن المرء يمكنه العيش بلا ابتسام و دمع و لا يمكنه العيش بلا دماء فإنه سينال تأييدى خاصة و أنا أدرك أنه يحمل من اسمه أوفر نصيب ، و أوفر نصيب أيضاً تحمله له تغيرات الواقع اذا ما تنازل أو أقصى أبو اساعيل و صار هو الوريث الوحيد لنصيبه ، عموماً ففى تراجيديا الرواية و عنوانها ما أريد أن اعبر عنه باستفاضة و أجيب باستفاضة أيضا عن سؤال سينتشر فى الآونة المقبلة : من ستؤيد فى انتخابات الرئاسة ؟؟
فإن وجه لى هكذا سؤال فستكون إجابتى بأننى : معجب بأبى اسماعيل و أتمنى أن يأتى أبو الفتوح لكننى سأنتخب الشاطر .
اذا تجاوزنا ترتيب مفردات العنوان و بدأنا بالابتسامة فيمكنى الاعتراف بأن مبعثها يتمثل بالنسبة لى فى شخص و آداء المترشح الأستاذ / حازم أبو إسماعيل ، ذلك الرجل الذى يحرج محاوريه بدل أن يحرجوه و يضعهم فى الزاوية الضيقة بدل أن يضعوه و يجيب بأريحية و تمكن موسوعى عن كل أسئلتهم المدبرة بليل واضعاً حلولاً عبقرية ـ و لو نظرياً ـ لأعقد المشكلات ، و أعترف مبدئياً بأنه استطاع أن يحرك بداخلى شأنى شأن قطاع كبير من الشباب المتدين ـ و أحسبنى منهم ـ آمال و طموحات التحول الاسلامى و مردوداته الخيرة فارضاً بهيئته و طرحه صورة الخليفة الإسلامى أو السلطان العثمانى الذى يشبهه أبو إسماعيل حتى فى تكوينه الجثمانى الضخم الذى يحاكى ضخامة رقعة الدولة الإسالامية أيام العباسيين و العثمانيين .
طرحه المحافظ و سمته ثم ذكاؤه استفاد منهما على أحسن وجه ، فهو الوحيد الذى لا يمكنك حسابه على الإخوان أو السلفيين ـ أهلي و زمالك الدورى السياسى ـ و قناعة الجمهور بسلفيته أعطته الفرصة ليستفيد من تلك المادة الخام السلفية المستباحة و الغير معلبة فى جماعة واحدة أو تنظيم واحد ، و رغم قلقى و اعتقادى بان نجاح أبى اسماعيل إن تم فهو أمر محفوف بالمخاطر و قد يضعنا فى مآزق الاستقطاب الأيديلوجى داخلياً و الاستهداف خارجياً ، بل و قد يكون مدعاةً لانقلاب عسكرى داخل الجيش على طريقة ما وقع ضد جبهة الانقاذ ـ المحافظة و ذات الطروحات المشابهة ـ فى الجزائر من العسكر المعادى للظاهرة الإسلامية و الذين عندنا بعض نماذج مشابهة لهم ، أقول ذلك إلا أننى أعترف بأن الابتسامة واتتني بل و تحولت الي ضحكة عندما تحول الرجل من مجرد مترشح رئاسى إلى ظاهرة سياسية و اجتماعية تعتلى الحوائط و الجدران و واجهات المحال ، و ابتسمت و استبشرت خيرا رغم أننى أعترف بأنى لن أمنحه صوتي فى حال استمر فى السباق لأننى قرأت هذا الحشد الغفير الذى يحيط به كلما تحرك أو تكلم من زاوية أنها إفشال لمخطط كان يرسم فى الخفاء لفض الجموع من حول الحركة الإسلامية و تكفير الجمهور بمصداقيتها .
أما دموعى المعنوية فقد سقطت عندما ترك عبدالمنعم أبو الفتوح الجماعة ـ أو تركته لايهم ـ و ازداد أسفى عندما سبق عزله من الجماعة سيفها الذى أشهرته فى وجه خصومها التقليديين و المستجدين بترشيحها لواحد من بين صفوفها ، و قبل أى شىء لابد و أن أؤكد بأننى عندما أسدى رأيى هنا فإننى غير متأثر بمزايدات خصوم الحركة الإسلامية و ادعاءاتهم ، فقد تكشف لى عبر انتخابات البرلمان كيف أن اليسار " المعادى " للطائفية و استغلال رأس المال اقتات سياسياً على التصويت الطائفى و تمويل رجال الأعمال و كيف أن أعرق الأحزاب الليبرالية ضم إلى صفوفه فلول النظام البائد عندما فقد تأييد الطائفى الذى دأب على مغازلته طويلاً و أخيراً من كانوا يناصبون المجلس العسكرى العداء و الهجوم صاروا يراسلونه مظهرين الود و التشجيع بل و الولاء ، و كل هؤلاء أنفع لهم أن ينظروا فى غيوب أنفسهم قبل أن يتحدثوا عن أخطاء الآخرين إن كان الآخرون أصلاً قد أخطأوا ، عموماً و بالرغم من ذلك فقد كنت أتمنى لو كان عبد المنعم " منفرداً " هو ذلك السيف الذى تشهره الحركة الإسلامية فى وجوه خصومها التفليديين و المستجيدين ، ذلك أن عبدالمنعم أبو الفتوح " منفرداً " من بين جميع المترشحين هو محل الإجماع الإسلامى و الوطنى و الإخوانى معاً ، فترشحيه من قبل الجماعة كان سيقوى الطموح الإسلامى لأن القسمة كانت ستكون على 3 بدلاً من 4 بل و كان من الممكن اثناء العوا لصالحه فإذا ما خرج أبو اسماعيل لاعتبارات الجنسية كنا سنكون بصدد مرشح واحد للحركة الإسلامية ، وطنياً أيضاً يمكن القول بأن الرجل هو محل احترام كثير من القوى العلمانية و بخاصة المنصفة منها و لعل من يتابع اخبار حملته سيندهش عندما يرى قطاعا كبيرا من أنصاره هم من خارج الإسلاميين ، و أخيراً فترشيحه إخوانياً سيدرأ نوايا و مشاريع الانشقاق من قبل أنصاره المنتشرين فى داخل الجماعة بخاصة من الشباب فى وقت تعتبر فيه جماعة الإخوان هى فى أمس الحاجة إلى من يجنبها مزيد من سيناريوهات الانشقاق ، لكن و يا أسفى على لكن فموقفى من الرجل سيتوقف عند حد التعاطف و لأنه يجعلنى بمثابة أب لفتاة يأتى لخطبتها عريس " رئيس " لقطة فيرفضه رغم إعجابه لأنه جاء " منفرداً " من غير أن يحضر و معه " الجماعة " .
و أخيراً فالشاطر هو دمى و لحمى بعد أن شارفت الحركة الاسلامية على الاجماع عليه ، و أظنه سيكون كذلك للكثيرين ، و بما أن المرء يمكنه العيش بلا ابتسام و دمع و لا يمكنه العيش بلا دماء فإنه سينال تأييدى خاصة و أنا أدرك أنه يحمل من اسمه أوفر نصيب ، و أوفر نصيب أيضاً تحمله له تغيرات الواقع اذا ما تنازل أو أقصى أبو اساعيل و صار هو الوريث الوحيد لنصيبه ، عموماً ففى تراجيديا الرواية و عنوانها ما أريد أن اعبر عنه باستفاضة و أجيب باستفاضة أيضا عن سؤال سينتشر فى الآونة المقبلة : من ستؤيد فى انتخابات الرئاسة ؟؟
فإن وجه لى هكذا سؤال فستكون إجابتى بأننى : معجب بأبى اسماعيل و أتمنى أن يأتى أبو الفتوح لكننى سأنتخب الشاطر .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)