الجمعة، 6 أبريل 2012

الشاطر ..أبو إسماعيل ..أبو الفتوح .. دمى و ابتسامتي و دموعي .

بحثت كثيراً عن جملة تعبر عن موقفى من هؤلاء المرشحين الثلاثة فلم أجد سوى هذا العنوان لإحدى روايات أظنها لإحسان عبد القدوس ـ الرواية و ليس الفيلم ـ و هى ( دمى و ابتسامتي و دموعي ) .
اذا تجاوزنا ترتيب مفردات العنوان و بدأنا بالابتسامة فيمكنى الاعتراف بأن مبعثها يتمثل بالنسبة لى فى شخص و آداء المترشح الأستاذ / حازم أبو إسماعيل ، ذلك الرجل الذى يحرج محاوريه بدل أن يحرجوه و يضعهم فى الزاوية الضيقة بدل أن يضعوه و يجيب بأريحية و تمكن موسوعى عن كل أسئلتهم المدبرة بليل واضعاً حلولاً عبقرية ـ و لو نظرياً ـ لأعقد المشكلات ، و أعترف مبدئياً بأنه استطاع أن يحرك بداخلى شأنى شأن قطاع كبير من الشباب المتدين ـ و أحسبنى منهم ـ آمال و طموحات التحول الاسلامى و مردوداته الخيرة فارضاً بهيئته و طرحه صورة الخليفة الإسلامى أو السلطان العثمانى الذى يشبهه أبو إسماعيل حتى فى تكوينه الجثمانى الضخم الذى يحاكى ضخامة رقعة الدولة الإسالامية أيام العباسيين و العثمانيين .
طرحه المحافظ و سمته ثم ذكاؤه استفاد منهما على أحسن وجه ، فهو الوحيد الذى لا يمكنك حسابه على الإخوان أو السلفيين ـ أهلي و زمالك الدورى السياسى ـ و قناعة الجمهور بسلفيته أعطته الفرصة ليستفيد من تلك المادة الخام السلفية المستباحة و الغير معلبة فى جماعة واحدة أو تنظيم واحد ، و رغم قلقى و اعتقادى بان نجاح أبى اسماعيل إن تم فهو أمر محفوف بالمخاطر و قد يضعنا فى مآزق الاستقطاب الأيديلوجى داخلياً و الاستهداف خارجياً ، بل و قد يكون مدعاةً لانقلاب عسكرى داخل الجيش على طريقة ما وقع ضد جبهة الانقاذ ـ المحافظة و ذات الطروحات المشابهة ـ فى الجزائر من العسكر المعادى للظاهرة الإسلامية و الذين عندنا بعض نماذج مشابهة لهم ، أقول ذلك إلا أننى أعترف بأن الابتسامة واتتني بل و تحولت الي ضحكة عندما تحول الرجل من مجرد مترشح رئاسى إلى ظاهرة سياسية و اجتماعية تعتلى الحوائط و الجدران و واجهات المحال ، و ابتسمت و استبشرت خيرا رغم أننى أعترف بأنى لن أمنحه صوتي فى حال استمر فى السباق لأننى قرأت هذا الحشد الغفير الذى يحيط به كلما تحرك أو تكلم من زاوية أنها إفشال لمخطط كان يرسم فى الخفاء لفض الجموع من حول الحركة الإسلامية و تكفير الجمهور بمصداقيتها .
أما دموعى المعنوية فقد سقطت عندما ترك عبدالمنعم أبو الفتوح الجماعة ـ أو تركته لايهم ـ و ازداد أسفى عندما سبق عزله من الجماعة سيفها الذى أشهرته فى وجه خصومها التقليديين و المستجدين بترشيحها لواحد من بين صفوفها ، و قبل أى شىء لابد و أن أؤكد بأننى عندما أسدى رأيى هنا فإننى غير متأثر بمزايدات خصوم الحركة الإسلامية و ادعاءاتهم ، فقد تكشف لى عبر انتخابات البرلمان كيف أن اليسار " المعادى " للطائفية و استغلال رأس المال اقتات سياسياً على التصويت الطائفى و تمويل رجال الأعمال و كيف أن أعرق الأحزاب الليبرالية ضم إلى صفوفه فلول النظام البائد عندما فقد تأييد الطائفى الذى دأب على مغازلته طويلاً و أخيراً من كانوا يناصبون المجلس العسكرى العداء و الهجوم صاروا يراسلونه مظهرين الود و التشجيع بل و الولاء ، و كل هؤلاء أنفع لهم أن ينظروا فى غيوب أنفسهم قبل أن يتحدثوا عن أخطاء الآخرين إن كان الآخرون أصلاً قد أخطأوا ، عموماً و بالرغم من ذلك فقد كنت أتمنى لو كان عبد المنعم " منفرداً " هو ذلك السيف الذى تشهره الحركة الإسلامية فى وجوه خصومها التفليديين و المستجيدين ، ذلك أن عبدالمنعم أبو الفتوح " منفرداً " من بين جميع المترشحين هو محل الإجماع الإسلامى و الوطنى و الإخوانى معاً ، فترشحيه من قبل الجماعة كان سيقوى الطموح الإسلامى لأن القسمة كانت ستكون على 3 بدلاً من 4 بل و كان من الممكن اثناء العوا لصالحه فإذا ما خرج أبو اسماعيل لاعتبارات الجنسية كنا سنكون بصدد مرشح واحد للحركة الإسلامية ، وطنياً أيضاً يمكن القول بأن الرجل هو محل احترام كثير من القوى العلمانية و بخاصة المنصفة منها و لعل من يتابع اخبار حملته سيندهش عندما يرى قطاعا كبيرا من أنصاره هم من خارج الإسلاميين ، و أخيراً فترشيحه إخوانياً سيدرأ نوايا و مشاريع الانشقاق من قبل أنصاره المنتشرين فى داخل الجماعة بخاصة من الشباب فى وقت تعتبر فيه جماعة الإخوان هى فى أمس الحاجة إلى من يجنبها مزيد من سيناريوهات الانشقاق ، لكن و يا أسفى على لكن فموقفى من الرجل سيتوقف عند حد التعاطف و لأنه يجعلنى بمثابة أب لفتاة يأتى لخطبتها عريس " رئيس " لقطة فيرفضه رغم إعجابه لأنه جاء " منفرداً " من غير أن يحضر و معه " الجماعة " .
و أخيراً فالشاطر هو دمى و لحمى بعد أن شارفت الحركة الاسلامية على الاجماع عليه ، و أظنه سيكون كذلك للكثيرين ، و بما أن المرء يمكنه العيش بلا ابتسام و دمع و لا يمكنه العيش بلا دماء فإنه سينال تأييدى خاصة و أنا أدرك أنه يحمل من اسمه أوفر نصيب ، و أوفر نصيب أيضاً تحمله له تغيرات الواقع اذا ما تنازل أو أقصى أبو اساعيل و صار هو الوريث الوحيد لنصيبه ، عموماً ففى تراجيديا الرواية و عنوانها ما أريد أن اعبر عنه باستفاضة و أجيب باستفاضة أيضا عن سؤال سينتشر فى الآونة المقبلة : من ستؤيد فى انتخابات الرئاسة ؟؟
فإن وجه لى هكذا سؤال فستكون إجابتى بأننى : معجب بأبى اسماعيل و أتمنى أن يأتى أبو الفتوح لكننى سأنتخب الشاطر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق