يحكى أن حكيما صينيا كثرت عليه شكاوى أهل بلدته من سوء الحال فأراد أن يوصل إليهم رسالة عملية بأن مشكلاتهم هى من صنع أيديهم و طبائع أنفسهم ، فكان أن جمع أهل القرية و طلب من كل منهم يأتي بكوب من اللبن ليضعه فى قدر عملاق ليصب كل منهم كوبه فيه ، و فى اليوم التالى حضر الجميع ليشهدوا مقدار ما جمعوه من اللبن فإذا به ماء
هذا ما نعيشه فى مصر هذه الأيام فالاستياء الغير مبرر من نجاح مبادرة الشيخ
حسان لجمع المعونة المصرية من جيوب المصريين دفع بأصوات كثيراً ما تدعى الليبرالية و التصالح مع جميع التيارات إلى تقديم أرخص ما عندها من خطاب إعلامي فى سبيل النيل من المبادرة و التسفيه لها ، إننى اعلم مسبقاً أن المشكلة ليست شخص الرجل و تاريخه لأنه ليس بمعصوم و لم يسلم شأنه شأن آخرين بعد الثورة من النقد البناء أحيانا و الجارح أحيان أخرى و الذى جاءه من مختلف الاتجاهات منها التيار الإسلامى ، لكن المستفز من وجهة نظرى هو هذه الحالة من التضحية بالصالح العام التي انتابت البعض و أوقعته في مغالطات إعلامية و متناقضات شبيهة بمقولة : " كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر " ، أقول ذلك لأن درس التاريخ ينبىء بأنه قد جرى الاستعانة فى السابق بشعبية شخصيات كأم كلثوم و عبدالحليم فى النهوض باقتصاد البلد بعد النكسة ، فالفكرة ليست جديدة و لها سابقة تاريخية أقدم أيام حرب التتار ، و بالمناسبة فقد كان عبدالحليم و أم كلثوم من أغنى شخصيات المجتمع وقتها ولم تتعرض مبادرتهما لدعم المجهود الحربى للمزايدة و السخرية حتى من اليسارى أحمد فؤاد نجم الذى دأب على هجائهما فى مناسبات كثيرة .
إن " الحقيقة " التى غابت عن الأستاذ وائل فى تلك الحلقة الشهيرة هى أن الصراع بين النخبة هو نذير الشؤم الذى يهدد مرحلتنا القادمة ، فعندما تتحول شخصيات كوائل الإبراشي و ابراهيم عيسى إلى التعامل مع التيار الإسلامي بطريقة " أنى يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه " فإن ما بقى من روح الشراكة الوطنية التى كانت أحد أسرار نجاح الثورة و التى يعول عليها ضمن عوامل أخرى في اجتياز المرحلة الراهنة من المؤكد أنها فى خطر ، لقد كنت أنتظر شأنى شأن الكثيرين أن يتحمس الأستاذ وائل للمبادرة ً مدركاً أن العلمانيين ليسوا سواءً فى نظرتهم للإسلاميين ، مدركاً أيضا أن " قدرة " الإقتصاد الوطنى هى فى أمس الحاجة لمن يصب فيها و لو كوباً من اللبن لكن ما صدمنى هو هذا الخطاب تجاه انسان كان له سابقة نجاح فى أزمة " صول " و من أشخاص كنا نعدهم قبل الثورة " صوت المجموع الوطنى "
هذا ما نعيشه فى مصر هذه الأيام فالاستياء الغير مبرر من نجاح مبادرة الشيخ
حسان لجمع المعونة المصرية من جيوب المصريين دفع بأصوات كثيراً ما تدعى الليبرالية و التصالح مع جميع التيارات إلى تقديم أرخص ما عندها من خطاب إعلامي فى سبيل النيل من المبادرة و التسفيه لها ، إننى اعلم مسبقاً أن المشكلة ليست شخص الرجل و تاريخه لأنه ليس بمعصوم و لم يسلم شأنه شأن آخرين بعد الثورة من النقد البناء أحيانا و الجارح أحيان أخرى و الذى جاءه من مختلف الاتجاهات منها التيار الإسلامى ، لكن المستفز من وجهة نظرى هو هذه الحالة من التضحية بالصالح العام التي انتابت البعض و أوقعته في مغالطات إعلامية و متناقضات شبيهة بمقولة : " كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر " ، أقول ذلك لأن درس التاريخ ينبىء بأنه قد جرى الاستعانة فى السابق بشعبية شخصيات كأم كلثوم و عبدالحليم فى النهوض باقتصاد البلد بعد النكسة ، فالفكرة ليست جديدة و لها سابقة تاريخية أقدم أيام حرب التتار ، و بالمناسبة فقد كان عبدالحليم و أم كلثوم من أغنى شخصيات المجتمع وقتها ولم تتعرض مبادرتهما لدعم المجهود الحربى للمزايدة و السخرية حتى من اليسارى أحمد فؤاد نجم الذى دأب على هجائهما فى مناسبات كثيرة .
إن " الحقيقة " التى غابت عن الأستاذ وائل فى تلك الحلقة الشهيرة هى أن الصراع بين النخبة هو نذير الشؤم الذى يهدد مرحلتنا القادمة ، فعندما تتحول شخصيات كوائل الإبراشي و ابراهيم عيسى إلى التعامل مع التيار الإسلامي بطريقة " أنى يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه " فإن ما بقى من روح الشراكة الوطنية التى كانت أحد أسرار نجاح الثورة و التى يعول عليها ضمن عوامل أخرى في اجتياز المرحلة الراهنة من المؤكد أنها فى خطر ، لقد كنت أنتظر شأنى شأن الكثيرين أن يتحمس الأستاذ وائل للمبادرة ً مدركاً أن العلمانيين ليسوا سواءً فى نظرتهم للإسلاميين ، مدركاً أيضا أن " قدرة " الإقتصاد الوطنى هى فى أمس الحاجة لمن يصب فيها و لو كوباً من اللبن لكن ما صدمنى هو هذا الخطاب تجاه انسان كان له سابقة نجاح فى أزمة " صول " و من أشخاص كنا نعدهم قبل الثورة " صوت المجموع الوطنى "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق