الثلاثاء، 21 فبراير 2012

انتهى الدرس يا وائل !!

يحكى أن حكيما صينيا كثرت عليه شكاوى أهل بلدته من سوء الحال فأراد أن يوصل إليهم رسالة عملية بأن مشكلاتهم هى من صنع أيديهم و طبائع أنفسهم ، فكان أن جمع أهل القرية و طلب من كل منهم يأتي بكوب من اللبن ليضعه فى قدر عملاق ليصب كل منهم كوبه فيه ، و فى اليوم التالى حضر الجميع ليشهدوا مقدار ما جمعوه من اللبن فإذا به ماء


هذا ما نعيشه فى مصر هذه الأيام فالاستياء الغير مبرر من نجاح مبادرة الشيخ
حسان لجمع المعونة المصرية من جيوب المصريين دفع بأصوات كثيراً ما تدعى الليبرالية و التصالح مع جميع التيارات إلى تقديم أرخص ما عندها من خطاب إعلامي فى سبيل النيل من المبادرة و التسفيه لها ، إننى اعلم مسبقاً أن المشكلة ليست شخص الرجل و تاريخه لأنه ليس بمعصوم و لم يسلم شأنه شأن آخرين بعد الثورة من النقد البناء أحيانا و الجارح أحيان أخرى و الذى جاءه من مختلف الاتجاهات منها التيار الإسلامى ، لكن المستفز من وجهة نظرى هو هذه الحالة من التضحية بالصالح العام التي انتابت البعض و أوقعته في مغالطات إعلامية و متناقضات شبيهة بمقولة : " كاذب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر " ، أقول ذلك لأن درس التاريخ ينبىء بأنه قد جرى الاستعانة فى السابق بشعبية شخصيات كأم كلثوم و عبدالحليم فى النهوض باقتصاد البلد بعد النكسة ، فالفكرة ليست جديدة و لها سابقة تاريخية أقدم أيام حرب التتار ، و بالمناسبة فقد كان عبدالحليم و أم كلثوم من أغنى شخصيات المجتمع وقتها ولم تتعرض مبادرتهما لدعم المجهود الحربى للمزايدة و السخرية حتى من اليسارى أحمد فؤاد نجم الذى دأب على هجائهما فى مناسبات كثيرة .
إن " الحقيقة " التى غابت عن الأستاذ وائل فى تلك الحلقة الشهيرة هى أن الصراع بين النخبة هو نذير الشؤم الذى يهدد مرحلتنا القادمة ، فعندما تتحول شخصيات كوائل الإبراشي و ابراهيم عيسى إلى التعامل مع التيار الإسلامي بطريقة " أنى يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه " فإن ما بقى من روح الشراكة الوطنية التى كانت أحد أسرار نجاح الثورة و التى يعول عليها ضمن عوامل أخرى في اجتياز المرحلة الراهنة من المؤكد أنها فى خطر ، لقد كنت أنتظر شأنى شأن الكثيرين أن يتحمس الأستاذ وائل للمبادرة ً مدركاً أن العلمانيين ليسوا سواءً فى نظرتهم للإسلاميين ، مدركاً أيضا أن " قدرة " الإقتصاد الوطنى هى فى أمس الحاجة لمن يصب فيها و لو كوباً من اللبن لكن ما صدمنى هو هذا الخطاب تجاه انسان كان له سابقة نجاح فى أزمة " صول " و من أشخاص كنا نعدهم قبل الثورة " صوت المجموع الوطنى "

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

فرسان الميدان










العالم السلفى محمد عبد المقصود : من السلفية أن أكفر بالطاغوت



الشيخ / فوزى السعيد : و أن أثور عليه







عالم الحديث / نشأت أحمد : حديث الميدان حسن و رجال الثورة ثقات







الدكتور القرضاوى : إمام الثوار





دكتور / راغب السرجانى : الدعوة فى خدمة الثورة






الصحفى / مجدى حسين : " الشعب " يريد " التحرير "





الشيخ / جمال عبد الهادى : سلطان العلماء لا علماء السلطان




القارىء / محمد جبريل : بئس حامل القرآن أنا إن لم أتله هنا






هانى حلمى : الشاشة ليست عنواننا الوحيد ـ ـ الميدان أيضا




المستشار / محمود الخضيرى : منصة الميدان تصدر حكمها




المستشار / أحمد مكى : بنقض حكم الحكم الظالم





الشيخ الداعية / صفوت حجازى : الدعاة يثورون أحياناً



الشيخ / سيد عسكر : و العلماء أيضاً




أسامة ياسين : شاهد على الثورة





مظهر شاهين : المظهر ليس كل شىء




حافظ سلامة : الحنين إلى الميدان




أبو الفتوح و البلتاجى : الميدان هو الحل


محمد سليم العوا : فلسفة الثورة













فى ذكرى مقتله


فى ذكرى مقتله ـ ـ ـ اللهم اشهد أنى أحب هذا الرجل فيك

مبادرة حسان .. الثروة في خدمة الثورة

عظيمة هى مبادرة " المعونة المصرية " التي طرحها الشيخ محمد حسان بهدف تحصيل مبلغ المعونة السنوية الأمريكية من تبرعات و جيوب المصريين ، سر عبقريتها لا يقتصر على التوقيت الذى ظهرت فيه فى ظل محاولات أمريكية لكسر احتكار صناعة القرار المصرى بعد أن تأممت فى الخامس و العشرين من يناير


مبادرة الشيخ حسان و إن كانت ترمى إلى " قطع الأذن " الأمريكية من ناحية فإنها ستعفينا أيضاً من تسول مساعدات الأشقاء المشروطة بالإفراج عن عملائهم فى طره مما يبشر بتعجيل حسم ملف المحاكمات الذى بات فى حد ذاته يشكل خطراً على الثورة إن لم يتم حسمه بالشكل القانونى المطلوب .
إننى أرى أن عبقرية هذه الدعوة يكمن فى أنها بمثابة فرصة لإعادة اكتشاف أنفسنا كشعب بتغليب الهم العام على الخاص و بالثورة على طغيان الأنانية الشخصية التى تعاظمت فى الثلاثين عاماً الأخيرة ، و مجتمعنا الذى يعج و يزخر بأرباب الثروات من رجال أعمال و كبار موظفين و عاملين بالخارج و كبار ملاك يقع على عاتقه و على رأسه هذه الطبقة التى طالما انحاز لها النظام البائد اثبات أن ما حدث فى 25 يناير لم يكن حدثاً استثنائيا أو مصادفة تاريخية فى تاريخ المصريين و أن الثورة المصرية لم تكن و لن تكون ثورة للجياع ، فضريبة الحرية دفع مقدمها من قضى نحبه فى ميادين الثورة من دمائهم و على من ينتظر أن يستكمل سداد أقساطها ، و الدور المصري الذى بات الجميع يراهن عليه و يرسم سياسته وفقاً للتغير الذى سيطرأ عليه لن يتأتى طالما أن بعضنا مازال يضن ببند المصيف و تجديد عفش الشقة و تغيير موديل السيارة فى سبيل أن ننتشل أنفسنا من عالم الشحاتين .
إن المنطق السليم يقول أنه لن يحك جلدنا مثل ظفرنا و أن لقمتنا إن لم تكن من فأسنا فلن تكون كلمتنا من رأسنا و لا حتى ثورتنا ستهنا لنا ، القوى الدولية لن تكتفى بالبكاء على كنزها الاستراتيجى المفقود الذى أضحى مسجوناً و من المؤكد أن الأيام القادمة ستكشف حقيقة مشاعرها تجاه ثورتنا و حلمنا الجميل و الشعب الذى لم يتردد فى بذل من دمه و دم أبنائه فى التحرير و غيره إن تردد فى دفع دراهم معدودة يشترى بها نفسه من جب تلك المعونة الملعونة فستبقى الثورة أسيرةً عصية على التحرر ما لم يدفع المصريون بكل طبقاتها و فئاتهم ضريبة التحرير .

الأحد، 12 فبراير 2012

البرلمان و قميص عثمان

أهم ما ميز الثورة المصرية كإنجاز حضاري و إنساني هو أنها كانت بمثابة صرخة جماعية انطلقت معبرةً عن إجماع وطنى شعبى نادراً ما وقع فى التاريخ المصرى الحديث ، و لعل هذه السمة هى ما جعلها أكثر حضوراً إعلامياً و تأثيراً فى الرأى العام العالمى عن سابقتها التونسية ولاحقاتها من ثورات المنطقة ، فـ " روح التحرير " التى راهن النظام البائد طويلا فى بقائه على غيابها و التي تجلت فى العديد من المسلكيات التى ادهشت العالم كانت العامل الرئيسى الذى استمدت الثورة منه نجاحها .

لكن يبدو أن البعض قد أخطأت حساباته عندما توقع أن هذه الحالة من التفوق على الذات ستستمر كسمة مجتمعية فى مرحلة البناء بعدما نجح الشعب فى استخراجها من كامن الشعور العام ، أقول ذلك ليس على خلفية " العصيان المدنى " الذى دعت إليه مؤخراً بعض القوى السياسية وفقط ، ذلك لأن العصيان المدنى فى حد ذاته لا يشكل بالنسبة لى مكمن خطورة خاصة و قد تم الاعراض عنه شعبيا ، ما يدفع للقلق من وجهة نظرى هو ذلك التلاشى التدريجى لروح الميدان و هو تلاشى ينذر بتفتيت الحراك الثورى و تحويله إلى مجموعة من التظاهرات الفئوية كما ينذر بتبديد مكتسبات الثورة و هو ما بدا واضحاً فى مزايدة البعض على البرلمان

أفهم أن يكون هناك استياء من إدارة المجلس العسكرى للمرحلة كما أفهم أن يشكل البعض جبهة مزايدات على التيار الاسلامى داخل البرلمان ، أما ما لا أفهمه فهو تخوين البرلمان و محاولة تكفير الناس به رغم أنه كان مطلبا رئيسيا للثورة و لقد ولد من رحمها كمولود شرعى و دستورى مصطحباً معه كوكبة من المناضلين من أمثال البدرى فرغلى و أبو العز الحريري و العريان و غزلان و البلتاجي و أسامة ياسين و محمد عبدالعليم داوود و نادر السيد و مصطفى النجار و السلفيين و الجماعة الإسلامية و غيرهم ، و إن كان هناك من استأثر بأغلبيته بعد الثورة فهناك أطراف أخرى قد استفادت قبلها ـ قبل الثورة أقصد ـ عندما ضمنت بالمجان أن الرئيس القادم سيكون من بين صفوفهم .

المطلوب من الجميع فى هذه المرحلة ان يترك عنه الفئوية السياسية فالمعاقب الأول سيكون الدولة و مؤسساتها التى بدا أن البعض لم يعد يمانع فى سبيل تحقيق مآربه من جرها إلى حالة من الشلل التام ، المطلوب هو السعى لانضاج التجربة البرلمانية وصولاً إلى نظام برلمانى يحول دون خروج ديكتاتور جديد .

الخميس، 9 فبراير 2012

أحداث بورسعيد و الطراف الرابع

ذكرتنى كتابات و تعليقات بعض الصحف و القنوات الخاصة على ما وقع مؤخراً من أحداث دموية فى بورسعيد و معالجة آداء البرلمان بصددها ببيت شعر لأبى الطيب المتنبى يقول فيه :
لئن أمت ظمآناً * فلا نزل القطر
مضمون البيت واضح و يمكن التعبير عنه بالعامية بإحدى جملتين " كرسي فى الكلوب " أو " فيها لأخفيها " ، و إسقاط البيت على الواقع واضح أيضاً فبعض الأصوات التي رأت أنها خرجت من المولد الانتخابي بلا حمص تسعى الآن من خلال معالجتها للأحداث للعودة بنا إلى المربع رقم 1 بعد الثورة و فرض خارطة طريق جديدة .
الطرف الثالث في أحداث بورسعيد و ما سبقها من أحداث لم يختلف عليه اثنان فالفاعل بطبيعة الحال لم يكن ألتراس المصري و كذلك المقصود لم يكن ألتراس الأهلي ، لكننى أرى أن الأحداث قد ولدت طرفاً رابعاً بات من الواضح انه يسعى للصيد في بركة الدماء البورسعيدية و السباحة فيها ضد تيار التغيير مغلباً المصلحة الحزبية على الصالح العام ، و إلا فكيف نفسر تلك الدعوات التى انطلقت تدعو المصريين للإضراب العام و الفوضى و مهاجمة مؤسسات الدولة ـ و أهمها البرلمان طبعاً ـ مستغلةً حالة التغلب على الخوف التى اكتسبها المصريون بعد الثورة فى وقت تعد فيه مصر فى أشد احتياجها لأن تستعيد أمنها و تسترد صحة اقتصادها


و لو أن تلك المصالح كانت قطعية التحقق سهلة المنال لهان الأمر و لكان مفهوماً لكن المشكلة أن مخاطرة البعض ممن لا يروق لهم تصدر الإسلاميين المشهد السياسي بمحاولة و تمزيق خارطة طريق التحول و فرض خارطة طريق جديدة قد لا يعود بنا إلى ما قبل المربع رقم 1 أي ما قبل 11 / فبراير و فقط ، فالمتربصون بالتجربة الديمقراطية كثر و لهم دوافعهم و أدواتهم و لقد جاءتهم أحداث بورسعيد و ما نجم عنها من فوضى على طبق من ذهب فأحيت فيهم نيات الغدر التى كانت قد تلاشت بعد ميلاد برلمان الثورة ، و ما يجب أن يعلمه ذلك الطرف الرابع هو أن الرهان على الفوضى و تعجيز مؤسسات الدولة رهان خاسر لن يخدم سوى طموحات بعض ممن بيدهم السلطة الفعلية لأن ذلك ببساطة معناه التنازل عن المستند الرسمى الذى يضمن ملكية الشارع لآادة الرقابة و صنع القرار الوحيدة و التى كان قد اتنزعها انتزاعاً .
إننى واثق من أن المزايدين على البرلمان سييبوءون بالخيبة ، و سيدركوا أن رفع قميص بورسعيد فى وجهه ليست الوصفة السحرية لكى " يغور المجلس العسكري و معهم الإخوان " على حد تعبير أحد ضيوف برنامج إبراهيم عيسى على قناة التحرير ، فاللجنة التى شكلها البرلمان لتقصى تداعيات الحدث ليست كسابقاتها من اللجان و سرعان ما ستنجح ـ إن شاء الله ـ فى كشف ملابساته ، و عند ذلك سيكون الخيار واضحاً أمام الجميع و منهم ذلك الطرف فإما أن نستغل جميعاً الفرصة ونمضى قدماً فى طريق التغيير و بناء مؤسسات الدولة متغاضين عن حسابات المكاسب و الخسائر ، أو فلنصبح كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا و نستمر فى توجيه اتهامات الخيانة و سرقة الثورة لبعضنا البعض تاركين أمن بلادنا و اقتصادها نهبا لعبث العابثين و طمع الطامعين .

الشاطر رئيساً

سابقة العريان و الخضيرى كرؤساء للبرلمان و ما وقع من مخالفة التكهنات الإعلامية تدفع لاستبعاد توقع مصداقية ما أشيع حتى قبل حلقة الأمس من برنامج " بلا حدود " من تولى الشاطر لرئاسة الوزراء ، بيد أننى أرى أن هذه المرة هناك ما يدفع إلى التصديق ، ذلك أن جماعة الإخوان أضحت من وجهة نظرى بعد نجاح البعض فى فرض خيار الرئيس أولا تفكر فى معادلة جديدة تضمن لها المحافظة على استحقاق الأغلبية فى البرلمان و الشارع ، و أعتقد أن هذه المعادلة فحواها :
مادامت الرئاسة أولا فلتكن إذن رئاسة الوزراء قبل رئاسة الجمهورية .
و في تصوري فإن طرح شخصية كالشاطر سيطرح بدوره تساؤلا حول طبيعة النظام القادم هل سيكون رياسياً أم برلمانياً ؟ و برأيي فإن طرح الإخوان لشخصية مثل الشاطر في وضعها و حضورها القوى تدفع إلى استبعاد توقع نيتهم القبول بالنظام الرياسي الذى يكون فيه رئيس الوزراء مجرد موقع على قرارات رئيس الدولة كما أنه و من ناحية أخرى فإن تحركاته و لقاءاته في الفترة الأخيرة بسياسيين و اقتصاديين أجانب تشير من بعيد إلى احتمالية لعبه دوراً مهماً فى المرحلة القادمة ، علمانياً فإن خيار الدولة البرلمانية أيضاً سيكون مرفوضاً نظراً لما تتمتع به القوى الإسلامية من أغلبية مريحة داخل البرلمان و بالتالى فإن النظام المختلط سيصبح حلاً مرضياً لجميع الأطراف فهو فى رأى البعض مقدمة جيدة و مناسبة للوصول للنظام البرلمانى و سيشكل حائلاً دون انفراد تيار معين بصناعة القرار


ما جاء فى الحلقة من نفى على لسان المهندس / خيرت لم يكن نفياً كلياً و قاطعاً و بالتالى فالباب مفتوح أمام جميع الاحتمالات و عموماً فالرجل لا يختلف على كفاءته اثنان ، تشهد بذلك انجازاته على صعيد الجماعة ، فهو اقتصادي بارع و رجل إدارة من الطراز الأول فضلا عن أنه واحد ممن بطش بهم النظام البائد و لهم ثارات معه ، و أتصور أن وجوده فى هكذا موقع بما يملكه من إمكانات و علاقات سيكون له المردود الإيجابي على وضع البلاد و التعجيل باجتيازها ذلك النفق المظلم ثم الدخول فى مشروع النهضة و الطفرة إن شـاء الله .