الأحد، 31 مايو 2009

وطنية المعلم يعقوب بين اضطهاد الأقباط و اضطهاد التاريخ

لا أستطيع أن أفهم لماذا تثار كل هذه الضجة حول نشرهيئة قصور الثقافة كتابا يصف شخصية تاريخية كالمعلم يعقوب حنا بأنها شخصية خائنة للوطن ؟!! ، أليست الخيانة الوطنية هى الخروج على الإجماع الوطنى بما يخدم مصالح خارجية ؟؟ هل فعل يعقوب حنا أو برطمللين غير ذلك ؟؟
المعلم يعقوب لمن لا يعلمه هو شخصية قبطية عاصرت الحملة الفرنسية ، و نظرا لأن بونابرت فشل فى مغازلة المشاعر الدينية للمسلمين و استمالتهم فقد استمال فئة سماها الجبرتى أمير مؤرخى عصره بـ " أراذل " القبط وكان من أهمهم و أرذلهم هذا المسمى بالمعلم يعقوب .
الحساسية تنبع إذن من كون المعلم يعقوب قبطيا ، مع أن تخوينه لا يعنى بالضرورة تخوين الأقباط أو ان الخيانة الوطنية حكر عليهم من دون المسلمين ، لأننا ببساطة إذا جرينا بعجلة التاريخ أماما و استعرضنا تداعيات الاحتلال الأنجليزى لمصر ستطالعنا 5 نماذخ للخيانة العظمى أبطالها كلهم كانوا مسلمين ، فالخديوى توفيق الحاكم و رئيس برلمانه محمد سلطان و شيخ العربان سعود الطحاوى و الضابط فى جيش أحمد عرابى على بك يوسف خنفس كان لهم أكبر الفضل فى التمكين للإنجليز فى مصر ، فلماذا إذن يرى البعض في شخصية هذا الرجل " بطحة " تاريخية ينبغى موراراتها و تجميلها كى لا تظهر على حقيقتها ؟؟! و لماذا تستاء المؤسسة الدينية من هذا الرأى الذى لم يكن قاصرا على أحمد حسين الصاوى مؤلف الكتاب و إنما رآه آخرون منهم على سبيل المثال الكاتب حسين مؤنس المعروف بليبراليته و ايمانه بفكرة مصر للمصريين؟؟ و لماذا تستاء على الرغم من أن يعقوب هذا لم يكن حسن السيرة فى حياته الخاصة !! و كانت علاقته بالبطريرك سيئة للغاية مما دفعه إلى التجرؤ على الدخول فى الكنيسة راكباً جواده شاهراً سلاحه " !!
فكرة الاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية فكرة ساورت بالفعل كثير من مغامرى هذه المرحلة التاريخية ــ مرحلة قبيل و بعيد الحملة الفرنسية ــ سواء على بك الكبير أو مراد بك ثم محمد على باشا الذى وفق فيها لفترة زمنية ، أما المعلم يعقوب فلم يعدو كونه مرتزقا و ليس أدل على ذلك من ان من بقى من فيلقه غادر مع الحملة إلى فرنسا بعد فشلها و انضم للجيش الفرنسى وحارب معه ضد الروس فى موقعة راجوز سنة 1806م ثم تم تسريحه من وزارة الحربية الفرنسية فى 1814 بعد انتهاء مهمته ، فأى وطنية فى أن يحارب المرء أبناء وطنه و أبناء الأوطان الأخرى لحساب غيره و لو بحسن النية ؟!! و حتى لو قلنا بأن هناك من المسلمين بل من شيوخ المسلمين من عمل مع الفرنسيين و كانوا من أعضاء الديوان سنقول أن هؤلاء لم يكونوا فرقا عسكرية تقمع الثورات المصريين و تقاتل المصريين شهراً كاملاً أثناء اندلاع ثورة القاهرة الثانية بحسب المؤرخ المسيحى جاك تاجر
المسألة إذن ليست استهداف لما هو قبطى او ما هو مسلم و انما هى استهداف للتاريخ الذى يلوى عنقه و تفسر أحداثه حسب الهوى ن و القضية نخبوية فى الأساس ناقشتها النخبة منذ زمن و منهم د / لويس عوض و رجاء النقاش و حسين مؤنس و غيرهم ، و لا أتصور أن كثيرا من الأقباط يعلمون من هو يعقوب حنا ، فلماذا إذن هذه الحساسية خاضة و أن هناك من كان له رأى ايجابى حول الرجل دونه فى كتاب طبعته المجلس الاعلى للثقافة و هو الدكتور أنور لوقا فى كتابه " هذا هو المعلم يعقوب "
سيظل المعلم يعقوب مثال للخيانة فى ذاكرة الوطن ، و سيبقى جديرا بلقب " اللعين " الذى خلعه عليه الجبرتى هو و من معه من " أراذل " الأقباط الذين خدعهم المستعمر الفرنسى بأمانى زائفة مثلما خدع المستعمر الانجليزى بعدهم بعض " أراذل " الاعراب بالذهب الزائف .

الاثنين، 18 مايو 2009

الأحد، 17 مايو 2009

بابا الفاتيكان و الهولوكوست الأندلسى


لا شك أن زيارات البابا لمنطقة " الشرق الأوسط " تحظى باهتمام إعلامى واسع نظرا لما لها من ارتباطات بما يحيط بها من تداعيات و أحداث ، و يجمع الكثيرون على أن هذه الزيارات بكل ما تشمله من صلوات و تصريحات و قداسات لا تخلو من مدلولات سياسية و تاريخية غالبا ما تثير جدلا كثيرا على أكثر من صعيد ، فى هذا السياق تأتى مسألة اعتذار بابا الكاثوليك لليهود فى زيارته الأخيرة للمنطقة عما يشاع بأنه مورس ضدهم أثناء الحقبة النازية فى ألمانيا كأحد المفارقات الجديرة بالتوقف عندها ، ذلك أن الكنيسة منذ بدأت سلسلة اعتذاراتها فى منتصف القرن الماضى و هى تستميت فى استرضاء اليهود لما تراه ارتكب فى حقهم من ممارسات ، و المدهش أن البابا الذى ما جاء للمنطقة زائرا إلا من أجل استرضاء مشاعر المسلمين صلى من أجل الـ " 6 ملايين " يهودى الذين أحرقوا فى حادثة مشكوك فى أمرها و حجمها بينما نسى أن موعد زيارته يواكب الذكرى الأربعمائة لأولى حروب الإبادة التى مورست عبر التاريخ الإنسانى .
و الذى يجعل المفارقة أكثر غرابة اعتذارالبابا عن جريمة لم ترتكبها الكنيسة بشكل مباشر أوحتى غير مباشر فيما تسكت عن أخرى كانت هى المسئول الرئيسى عنها ، والذى زاد الطين بلة عندما حاول أن يكون متوازنا فى تصريحاته فأعلن أنه يشعر بآلام الشعب الفلسطينى هو الآخر ثم خصهم بنصيحه عدم الانسياق وراء دعوات التطرف فى وقت يكتسح فيه اليمين و اليمين المتطرف الانتخابات الإسرائيلية منذ 2002 !! ، صحيح أن الاعتذار عمل معنوى لن يعيد للضحايا حياتهم و حقوقهم التى انتزعت منهم بوحشية و تعصب ، لكنه يظل مهما لما له من اعتبارات معنوية تعيد للشعوب حقوقها الدينية و التاريخية ، و خاصة عندما نرى بعد الأصوات الإعلامية قد أغرتها هذه الحالة من الاستهتار و تجاهل الجرم فزادت من الإساءة كالواشنطن بوسط التى التى ادعت أن البابا أحسن حينما لم يقدم اعتذارا للمسلمين لأن الإسلام انتشر بحد السيف !!
و بغض النظر عن هذا الإجحاف النابع من حالة الإسلاموفوبيا التى تسيطر على رءوس كثير من إعلامييى الغرب ، و بغض النظر عن أن المسلمين ليسوا فى حاجة لاعتذار البابا عن محاكم التفتيش لأن هناك جرائم تاريخية أخرى ارتكبتها الكنيسة لم تقل شراسة عنها ، و بغض النظر عن أن الكنيسة هى الأخرى ليست فى حاجة لأن تعتذر عن تلك الجرائم نظرا لعدم وجود فزاعة إسلامية كتلك الفزاعة الإعلامية اليهودية التى تبتزها ليل نهار ، أقول بغض النظر عن كل ذلك فإن دور الإعلام العربى و الإسلامى بدى خافتا و باهتا ــ باستثناء الجزيرة ــ فى تغطية هذه الذكرى فى تاريخ المسلمين و العرب ، و التى شاء القدر أن تحمل بعدا إعلاميا خاصا لمواكبتها ذكرى النكبة الفلسطينية لتصبح هناك إسقاطة تاريخية بين التغريبة الفلسطينية و تغريبة الأندلسيين ، و إذا علمنا أن فرنسا سنت قانونا يقر ارتكاب تركيا حرب إبادة ضد الأرمن فى واقعة لا تقل جدلا و لغطا عن " الهولوكوست " المزعوم ، فإن الأمر يبدو غريبا و مخزيا بالنسبة للإعلاميين و المثقفين العرب و المسلمين الذين لم يقيموا و لو مجرد احتفالية تذكر بهذا الجرح الذى لم يندمل على الأقل فى جسد التاريخ الإسلامى .

إعدام الخنازير بين " الأنفلوانزا الطائفية " و " ثورة الزبالين "

" ثورة الزبالين " كان التعبير الذى اختارته أحدى النائبات فى البرلمان المصرى للتنبيه لما يمكن أن يتهدد المصريين إذا ما نفذت وزارة الصحة قرارها بإعدام خنازيرهم ، التصريح يأتى فى الوقت الذى أثارت فيه الأزمة جدلا طائفيا وصل إلى ساحات البرلمان المصرى بعدما اتخذت الوزارة قرارها و شرعت فى إعدام هذه الأعداد الكبيرة دون الوقوف على حالات مصابة بفيروس H1N1 .
الكثيرون ــ و منهم كاتب هذه السطور ــ توقعوا أن يكون للأزمة انعكاسات طائفية على أساس كون الخنازير محرمة إسلاميا محللة مسيحيا مما سيدفع البعض للعب على هذا الوتر فيما يقوم البعض الآخر بمحاولة الخروج بالخنازير خارج دائرة الاتهام ، إلى هذا الحد توقفت قدرة المحللين التوقعية و لم تتعداه إلى " شبهة " أن الحكومة إنما تسعى لمجرد توجيه ضربة للمسيحيين من منطلق طائفى و هو ما ادعته بعض الأصوات فى الداخل و الخارج ، و الواقع أن السبب فى عدم تجاوز قدرة المحللين هذا الحد ليس القصور فى قدرتهم التوقعية و لكن لأن الأزمة أصلا لا تتحمل أى أثواب طائفية خارج هذا الإطار ، فالخنازير بطبيعتها عائل وسيط يمكن أن يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور أو فيروسات أخرى ، و بذلك تكون الـ 300 ألف خنزير التى تعيش فى مصر فى الأحياء السكنية هى بلا مبالغة قنبلة موقوتة ، ففيروس اللـ H1N1 و إن كان قد انتقل بالفعل من الخنزير إلى الإنسان بحيث صارت خطورته الكبرى تكمن فى انتقاله من إنسان لإنسان إلا أن الوضع يختلف بالنسبة للخنازير المصرية ، ذلك أنها ببساطة تعيش فى المزابل على القمامة و الفضلات الحيوانية و فضلاتها هى نفسها ثم تختلط بالطيور والبشر والماشية في مناطق القاهرة العشوائية و بالتالى فالمقارنة بينها و بين الخنزير الغربى تبدو ظالمة .!! و ليس من المعقول ألا يتحرك المصريون إلا بعد أول إصابة مخافة أن تثار شبهة الطائفية لدى بعض جامعى القمامة و نصبح بصدد " ثورة زبالين " على حد تعبير النائبة جورجيت قلينى !! ، و العجيب أننا لو سلمنا بأن الحكومة تسعى لاستهداف الاقتصاد القبطى عبر إعدام الخنازير فبأى عقل يمكن أن نفسر الإجراءات الصارمة التى اتخذتها وزارة الصحة المصرية فيما يتعلق بأنفلوانزا الطيور خاصة إذا علمنا أن مصر كانت المتضرر الثانى اقتصاديا خارج آسيا من جرائه ؟!!

إن قرار الإعدام عندما اتخذ لم يتخذ ليستهدف اقتصاد الأقباط أو المسلمين أو حتى الخنازير نفسها ، و إنما اتخذ من أجل استهداف هذه السلالة الجديدة من فيروس (اتش1 ان1) التى وصل عدد ضحاياها فى الولايات المتحدة فحسب 4000 حامل للفيروس ، و الخنازير المصرية بكل ما تحمله داخلها من ميكروبات و قذارات ليست أحصن من الخنازير الأمريكية التى لا تعيش وسط التجمعات السكنية المزدحمة ، و إن كانت الحكومة ستتراجع عن القرار مراعاة لظروف و مشاعر بعض آلاف من مربيها و بائعيها فما ذنب الملايين التى لا تتناولها و لا تحبها و بل و لم ترها إلا فى الصور و الأفلام ؟!! عموما فإن هذا الخلط العجيب ذكرنى بما حدث فى الخمسينات و الستينات على اثرا قرارات التأميم و تحديد الملكية الزراعية التى اتخذتها الدولة حيث حاول بعض مهووسى الإضطهاد الباسها ثوبا طائفيا و الادعاء بأنها إنها ما اتخذت إلا من أجل الاستيلاء على ثروة الأقباط !!

الخميس، 14 مايو 2009

نتنياهو ــ بندكتوس ــ أوباما ... 3 زيارات بـ 3 رسالات

3 أهداف يرمى إليها كل من بابا الفاتيكان و رئيس وزراء إسرائيل و الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما من خلال زيارارتهم للمنطقة على مدى أقل من شهر ، فالزيارات جاءت من ناحية كمحاولة لاسترضاء الرأى العام الإسلامى الذى كثيرا ما استفزته ممارسات اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة ، و التى مثلها الرئيس الأمريكى السابق بوش ، و لعل هذا ما يفسر اختيار اوباما للقاهرة و ليس شرم الشيخ كالعادة و للأزهر ــ الجامعة أو الجامع لم يتحدد بعد ــ بكل ما للمدينة و المسجد من دلالات و اعتبارات لدى مسلمى العالم ، فى نفس الصدد يمكن إدراج زيارة البابا بندكتوس ال ؟؟؟ للأردن و دخوله مسجد " الملك حسين " و تصريحاته الإيجابية تجاه الإسلام و هو المشهور بتهجماته المتكررة على العقيدة الإسلامية و ربطها بالعنف و البعد عن العقلانية ، و الواضح أن الزعيمين و إن كانا قد اتفقا حول هذا الهدف من الزيارة ــ مغازلة الرأى العام الإسلامى ــ إلا أنهما أيضا قد اختارا التوقيت المناسب على الأقل بالنسبة لكل منهما للقيام بهكذا مهمة ، فالبابا يريد فى هذا التوقيت الذى تميل فيه أجهزة القرار الغربية لطرح تسويات شاملة للقضايا الإسلامية و ايقاف المواجهات أن يظهر بمظهر من يحاول فتح طاقة للحوار تخفف من موجة العداء بين الغرب و الإسلام و التى كانت تصريحاته أحد تجلياتها ، أما أوباما فيسعى بعد فشل نسبى فى العراق و كلى فى أفغانستان أن يبدو و كأنه يبدأ سياسة إصلاح ما أفسده بوش بمحافظيه الجدد و يمينه المتطرف ، حيث يستخدم لغة جديدة بمفردات جديدة ربما تلاقى بل لعلها لاقت قبولا بالفعل لدى الرأى العام الإسلامى و هو المطلوب فى سبيل تجميل صورة أمركيا إسلاميا و بالتالى تجنيبها مزيدا من الاستهداف .
لنفس الهدف و لو على نطاق أضيق تأتى زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى لمصر، فقد هدفت من ضمن ما هدفت للتأكيد صراحة على ما سماه بالصداقة المصرية الإسرائيلية و ضمنيا على ما يمكن تسميته بتجاوز مرحلة الجروح التاريخية ،خاصة عندما يشير إلى مرافقة فؤاد بن اليعاذر له و وصفه إياه بأنه " صديق مصر " برغم تاريخه السىء مع المصريين لأمره بقتل 250 أسيرا مصريا فى الـ 67 .
من ناحية أخرى فإن الإدارة الامريكية الجديدة تريد من وراء هذه الزيارة المنتظرة و التى حدد لها 4 يونيو القادم أن تؤكد للأنظمة إدراكها بأنها ــ الأنظمة ــ هى الأقوى و ليس المعارضة ، و أن فكرة الرهان على المعارضة ــ لاسيما الليبرالية منها ــ أو على الأقل محاولة انعاشها و دعمها كما و هى السياسة التى بدأها بوش فى الــ 2005 قد ثبت فشلها خاصة فى مصر و السعودية ، و عموما فإن هذا الاستنتاج له حجيته ، فخفوت حدة خطاب المعارضة فى البلاد العربية التى انتهج بوش تجاهها سياسة تدعيم المعارضة ، ثم مصير أحزاب و مؤسسات شخصيات معارضة ــ ليبرالية بالذات ــ فى مصر كالغد و الوفد و فى السعودية كمجموعة متروك الفالح و قوى نخبوية و شعبية أخرى يؤكد هذه النتيجة ، و هنا يبدو أوباما أكثر براجماتية من بوش فهو يعنى بالنتائج أكثر من الأسباب ، لذلك لم يعد يعنى بدفع عجلة الديمقراطية عربيا بقدر ما يعنيه المحافظة على حلفائه التقليديين الذين من المتوقع أن يدعموه فى حسم حربه على يسمى بالإرهاب و تطويق إيران منافسته التقليدية فى المنطقة .
الهدف الثالث و الذى تشترك فيه زيارة أوباما مع نتنياهو هو إكساب دول " محورالاعتدال " مزيدا من الدعم والثقل فى ممارسة دورها على الساحة الفلسطينية ، ذلك الدور الذى من المتوقع أن يكون ذا تأثير قوى فى صياغة مشروع الدولة الفلسطينية و تحديد توجهاتها و ثوابتها ، و بالطبع فإن هذا الدعم يعد خطوة هامة فى طريق تحقيق تطلع دول " محور الاعتدال " للانفراد بملف القضية الفلسطينية الذى يسبب لها صداعا من المزايدات و الاضطرابات .
إن أمام الغرب و على رأسه الولايات المتحدة طريق واحد لوقف موجة العداء بينه و بين العالم الإسلامى ، و لقد أحسن أوباما حين خص الجمهور المسلم بالخطاب و لم يتوقف عند الحكام ، و حين أدرك أن الرأى العام الإسلامى يستحق لغة جديدة للخطاب بعد أن وقف على حقيقة أن هذا الرأى العام هو من يفرز ردود الأفعال العفوية تجاه المواقف الغربية المنحازة ضد المصالح الإسلامية ، و التى تطال أول ما تطال صورة الولايات المتحدة و مصالحها ، لكن مازال أمامه طريقا طويلا إن كان حقا يريد لغة مشتركة للتفاهم و سعيا لتحقيق المصالح المشتركة مع العلام الإسلامى و ما أكثرها ، فأمريكا تورطت و مازالت متورطة فى أكثر من مستنقع إسلامى و لازالت ضالعة فى جرائم يعانى منها أبناؤه ليس آخرها و لا أولها معتقل جوانتانامو الذى يعج بمعتقلين مسلمين يعيشون ظروف غير حيوانية !! .
عموما فإنه لا يمكن اخراج الزيارات الثلاث خارج السياق الواحد ، و حتى لو لم يكن هناك دليل على إن أمرهم قد دبر بليل فإن الواقع يؤكد أن جماهير العالم الاسلامى هم المعني الأول بها ، و بالتالى فإن عليهم أن يحددوا موقفهم بناءا على تشخيص واع لواقعهم الحالى ذلك الواقع الذى لم يعد خافيا على السواد الأعظم منهم .

الجمعة، 8 مايو 2009

سقوط الحلم الشيعى


نعم يحتكر حزب الله جبهة الجنوب اللبنانى و يحول دون أى مقاومة سنية تعبر عن نفسها ضد اسرائيل ، نعم حسن نصر الله يتورط هو و أبناء مذهبه فى أفعال و أقوال تنال من عدالة الصحابة و نساء النبى و عصمة القرآن من التحريف ، نعم حزب الله يسخر أى نشاط يقوم به ضد إسرائيل و لو كان تليفيزيونيا لمصلحة إيران و للدعاية لمذهبه و لو من وراء حجاب ، لكن السؤال يظل يطرح نفسه ــ لاسيما على الأصوات التى دائما ما تثير هذا الموضوع ــ لماذا رغم كل هذه المؤاخذات يحظى نصرالله و حزبه بكل هذا الزخم من الإعجاب و الجاذبية فى المنطقة ؟!.
المشكة أن التيار أو لنقل بعض الأصوات السلفية ــ وإن كانت مشكورة على حرصها ــ مازالت إلى الآن تغض الطرف عن حقيقة أن الجماهير لا تشكل موقفها من الزعامات بناءا على خلفياتهم العقدية فى المقام الأول بقدر ما تشكله من خلال مواقفهم و انجازاتهم و بطولاتهم إن وجدت ، تشى جيفارا مثلا لم يكن سنيا و لا شيعيا و لا حنيفا مسلماً، و إنما كان ملحدا بامتياز و بنفس درجة الامتياز كان له مؤيدوه و معجبوه فى العالم كنتيجة لامتلاكه ذلك الرصيد الهائل من التضحيات فضلا عن مشروعه الحاشد الحالم الذى داعب من خلاله مشاعر الجماهير ، و حسن نصر الله ببساطة يمتلك و يستند إلى مشروع آخر يتحرك من خلاله بعنفوان و استعراضية تجعل منه محل إعجاب كل المتعاطفين مع القضايا الكبرى حتى من الأصوات اليسارية و القومية التى تنادى به بعضها زعيما للأمة العربية .
و فى ظل هذه الحقيقة لا يكتفى بعض السلفيين بالتعامى عن هذه الحقيقة بل يعمد بعضهم إلى تبخيس التحركات و الانجازات السنية منذ بداية الصحوة كالجهاد الأفغانى و الشيشانى و كذا المقاومة فى العراق و فلسطين و غيرها ، و لذلك فإن أسماء كعبدالله عزام و خطاب و أحمد يس لا تجد قبولا و رواجا فى أوساطهم ، فيما ينظر لنصر الله و رفاقه شيعيا على أنهم نجوم هابطون من الفضاء تقبل أيديهم و رءوسهم و لحاهم ، 
صحيح أن هناك منابرإعلامية و سياسية تسعى أو على الأقل يروق لها تنجيم نصر الله و تلميعه لاعتبارات ما و هو اتجاه مرفوض و سيهظر ضرره على المدى القريب ، إلا أن التساؤل السابق مازال يفرض نفسه .

المفارقة أن الثارات التاريخية بين الأشاعرة كمدرسة سنية و بين الشيعة موجودة و لها سوابقها مثلها، يؤكد ذلك واقع الصراعات بين الأيوبيين و الفاطميين و اجتثاث صلاح الدين للتشيع من مصر و أيقافه الدراسة فى الأزهر ، ثم الحروب الشرسة بين الدولة العثمانية و الدولة الصفوية فى فارس ، فالصراع بين السلفية و الشيعة نشب متأخراً أثناء الدولة السعودية الأولى فى القرن الثامن عشر ، بيد أن الوضع تغير أو تطور عندما دخلت السياسة على الخط بعد قيام الثورة الإيرانية و هنا تكمن المفارقة ، و هذا ما يفسر أن العلاقات بين السعودية و الشاه كانت جيدة رغم أن الشاه كان يجمع ثالوث الإنحراف التشيع و العلمانية و العمالة بينما كفرت مرجعيات سلفية لها احترامها  رأس الثورة الإيرانية "الخمينى" الذى أزعج النظام السعودى بما سماه " تصدير الثورة " ، و المفارقة تبدو أكثر وضوحا عند صدام الذى لم يكفر إلا بعد تهديده السعودية بغزوه الكويت و ليس وقت كانت إذاعتة فى الثمانينات تبث أطروحات ميشيل عفلق الغير اسلامية بطبيعة الحال ، و بنفس المنطق يجرى الآن الاقتصار على اظهار خطر تحركات حزب الله من دون البحث عن نظير سنى أو دعمه ان كان موجوداً ، يجرى هذا لا من أجل السلفية و الأصولية التى تقاومها النخب الليبرالية فى الخليج و ما يسمى محور الاعتدال بكل ما أوتيت من قوة الفكر و الإعلام ، و لكن من أجل وقف مزايدات نصرالله و مشاكساته ضد أنظمة أصابها ما أصابها من الداءات ، و هنا تبرز لعبة توارزن القوى التى تقع فيها بعض المرجعيات العلمية و الدعوية السلفية فى كل مرة من حيث لا تدرى و توقعها فى كثير من التناقضات ، ــ و أنا هنا لا أقصد سلفية سلمان و سفر و الطريرى ناصر العمر و الزعير و غيرهم ممن يصح وصفهم بحزب " اللا السلفى " ، و إنما أقصد هؤلاء الذين هاجموا ممارسات شيعة العراق و أعزوها إلى حقد الشيعة و اتحادهم على السنة ثم لم يدعموا مشروع الجهاد السنى و لو بالقول فقط .
هذا هو الفارق بين حزب الله و بعض السلفيين ، فحزب الله على زيغه فاعل رئيسى مؤثر فى الساحتين السياسية و الدينية فى المنطقة ، و ليس مجرد مجموعة أصوات دعوية تخضع فى عملها لأولويات أجندات أخرى تفرض عليها اعتبارات عديدة تقيدها ، و كم من ملفات سياسية و اجتماعية مسكوت عنها سلفيا و لا تفتح على أهميتها ، فارق آخر يبدو عندما نرى إيران تنظر إلى الفئات الشيعية فى العالم العربى و خارجه على أنهم جزء لا يتجزأ من كيانها الروحى و السياسى بينما تتعامل الأنظمة العربية مع الأصوات و الكيانات السلفية بكثير من البراجماتية فتعتقلهم وقتما يحلو لها و وقتما تزيد الضغوطات الأمركية كما حدث فور 11/9 و تفتح لهم الفضائايت عندما تحتاجهم للمزايدة على الإخوان و سحب رصيدهم و احتياطيهم الجماهيرى و لسحب البساط من تحت السلفية الجهادية التى عبأت العالم للإسلامى لقضيتى العراق و أفغانستان أو لتخويف الأقليات المشاكسة بالإمعان فى تديين المسلمين مما يهددهم بمزيد من الانزواء داخل مجتمعهم .
باختصار إن سقوط الحلم الشيعى لن يتأتى إلا بسعى الجماهير السنية لطرح و دعم مشروع سنى يمثلها و ينافس مشاريع الأمركة و الصهينة و الصفونة ، مشروع لا يمثل إلا نفسه و لا ينساق خلف لعبة توازن قوى تبقيه نائب فاعل و أحيانا مفعولا به و أحيانا لا محل له من الإعراب ، مشروع له جسم سياسى و عقدى لا يتضعضع أمام مزايدات الخصوم ، و يقضى على هذه الحالة من الضبابية السياسية و الأمية التاريخية التى تبقى بعض جماهير المسلمين همجا رعاعا و نهبا مستباحا لكل ناعق منحرف .

الثلاثاء، 5 مايو 2009

لوجه الله و ليس دفاعا عن حزب الله

قبل أى شىء أحب أن أشير إلى مسألة أرى أنه من الواجب الإشارة إليها قبل الخوض فى موضوع حزب الله أو غيره ، هذه المسألة تتلخص فى أننا جميعا ملزمين ــ إن كنا نرى أنفسنا منصفين ــ أن يكون منطلقنا فى الحكم على الأشياء و الأشخاص قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا " .
أقول ذلك لأن الضجة التى أثيرت حول موضوع حزب الله و نشاطاته فى المنطقة أوقعت بعض الأصوات السلفية فى أخطاء و مغالطات تاريخية فى إطار سعيها للحد من موجة الإعجاب بالحزب و زعيمه التى اجتاحت المنطقة فى السنوات الأخيرة و بلغت حد التحول إلى التشيع فى بعض الأحيان .
و أنا عندما أطرح هذه المغالطات و أحوال تفنيدها لا أحاول بذلك الدفاع عن الحزب و زعيمه فلى رأى يمثلنى فيه و سيتجلى من خلال هذه السطور ــ إن شاء الله ـ و إنما أرى أن رؤيتى المتواضعة لهذه الإشكالية التى كثر حولها الشطط هى أقرب للتقوى لأنها ستلتزم ــ إن شاء الله ــ قيمتى العدالة و التجردية اللتين أمر الله بهما المؤمنين ، وحث عليهما حتى مع المشنوئين فقال " 
وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
من تلك المغالطات ما جاء على لسان الشيخ محمد الزغبى على " قناة الخليجية "
من أن حزب الله هو من قام بحرب المخيمات ضد الفلسطينيين و ارتكب ضدهم المجازر بمعاونة شارون و برئاسة موسى الصدر الذى كان خارجا عن الخط الوطنى كافرا به بحسب وصف الشيخ . و بالطبع فإننى و إن كنت أتفهم دوافع الشيخ الخيرية فى نقده لحزب الله و عقيدته و مسلكياته فى المنطقة إلا اننى لا أتفق معه ــ على صغر شأنى ــ فى طرحه تلك الأخطاء التاريخية حتى و إن كان الدافع وراءها خيرى .
ذلك أن مرتكب حرب المخيمات و مجازرها لم يكن حزب الله و إنما قامت بها حركة أمل تلك التى تبنت الخط العلمانى منذ نشأتها و كان للشاه الإيرانى دور فى هذه النشاة ، و أن حزب الله لم يكن قد خرج إلى النور وقت الحرب و إنما كانت نشأته بمثابة إنشقاق عن أمل التى ارتكبت هذه المجازر بحق الفلسطينيين لصالح النظام السورى و نكاية فى عرفات و منظمة التحرير ، كما و أن شارون لم يكن له علاقة بحرب المخيمات و إنما تورطه كان فى مجزرة صبرا و شاتيلا التى قام بها حزب الكتائب ال
نصرانى عام 82 و فقد على إثرها منصبه كوزير دفاع ، و أخيرا فإن قصره صفة الولاء الخارجى و تجاوز الوطنية على موسى الصدرمؤسس أمل من دون باقى الزعماء اللبنانيين وقتها فيه كثير من الإجحاف لأن لبنان وقتها كان مليئا بالشيوعيين الذين يؤمنون بروسيا الشيوعية أكثر من إيمانهم بلبنان و الناصريين ــ المرابطين ــ الذين ارتبطوا بفكر و ممارسات عبدالناصر و هو ليس لبنانى و الجماعة الإسلامية التى كانت مرتبطة بالإخوان المسلمين فى مصر و غيرهم ، و بذلك فلا يكون فى ارتباط الصدر بقوى خارجية خروجا عن النص اللبنانى وقتها على الأقل .
و أنا هنا مضطر أن أكرر أننى لا أدافع عن حزب الله لأنه من وجهة نظرى ليس حزبا لله بطبيعة الحال ، و إنما هو باختصار حزب سياسى دينى يعتنق نفس العقيدة الاثنى عشرية التى تعتنقها الدولة الايرانية بكل ما يكتنفها من شطط و مغالطات و انحرافات و بما تضمنه من نظرية ولاية الفقيه التى تفرض على الحزب و زعيمه تبعية مباشرة للقيادة الدينية فى إيران الممثلة فى شخص المرشد ، وهذا ما يجعل ممارسات
الحزب السياسية و ليس الدينية فقط ممثلة للرؤى و الطموحات الايرانية و ليس العربية و الاسلامية بأى حال من الأحوال .
فهو مد ثورى ايرانى قد يلتقى مع مصالح بعض القوى السنية كحماس فى غزة مثلا ،
لكنه يبقى فى نفس الوقت معبرا عن أجندة إيران و تحركها فى المنطقة ، و هو على انحرافه العقدى له رصيده من التضحيات فى سبيل مشروعه مع القوى المنافسة له فى المنطقة و منها اسرائيل ، يؤكد ذلك ما أرتكبته اسرائيل من اغتيالات طالت أمينه العام السابق عباس الموسوى و أحد أهم رجاله راغب حرب و آخرين .

و بالتالى فالتشكيك ليس فى جدية نشاط الحزب ضد إسرائيل و إنما  فى جدواه لأنه لا يخرج خارج سياق المصالح الإيرانية الرامية من جهة لتصدير واجهة جهادية تقتات بها مذهبيا فى ظل أغلبية سنية و من ناحية أخرى للضغط على أمريكا لتخلى بينها و بين مشروعها النووى من خلال استهداف إسرائيل كخط أحمر أمريكى .
إن الجماهير تشكل مواقفها من الزعامات بمعزل عن خلفياتهم العقائدية  فى كثير من الأحيان ، خاصة عندما تكون خلفياتهم ذات تفاصيل لا يلم بها أكثرهم ، و حسن نصر الله برغم هذا الشطط يمتلك مشروعا متكاملا استطاع أن يجذب الجماهير من خلاله ، و السؤال الذى أرى ضرورة أن يطرحه بعض السلفيين ــ و كلنا سلفيون ـ على أنفسهم إن أرادوا  أن يكونوا منصفين : أين هو المشروع السنى المتكامل الذى يمكنه لم شمل المسلمين السنة و الحفاظ عليهم بعيدا عن المذاهب و الفرق المنحرفة ؟؟؟





الجمعة، 1 مايو 2009

الخنزير يهدد العالم


3خطوات اضطرت الحكومة المصرية لاتخاذها فى إطار خطتها للإحاطة بوباء انفلوانزا الخنازير و محاصرته ، حيث قامت الأجهزة الأمنية و البيطرية أولا بتشديد قبضتها الأمنية لمنع ترويج هذه الحيوانات و تهريبها عبر المحافظات ، كما أعلنت الهيئة العامة للتخطيط العمرانى عن انتهائها من دراسة لنقل حظائرها بعيدا عن القاهرة الكبرى و الذهاب بها إلى منطقة 15 مايو فى محاولة لكف شرها عن سكان العاصمة ، و كخطوة أخيرة لتحقيق نفس الهدف تسعى الحكومة المصرية حاليا للتنسيق مع الكنيسة و الشخصيات القبطية البارزة و على رأسها وزير البيئة القبطى / ماجد جورج للحصول على تأييدهم رسميا إذا ما تقرر إعدام جميع الرءوس .
و ربما تكمن المشكلة الآن فى تضارب الآراء فى الوسط القبطى حول مدى ضرورة إعدام 350 ألف خنزير يملأون العاصمة و المحافظات المصرية ، فبينما اكتفت القيادة الكنسية بنصيحة الأقباط بالابتعاد عن تناول لحمه ـ و هو المحلل أكله فى العقيدة المسيحية ــ نظرا لاحتوائه على كثير من الميكروبات التى ترجع لتناوله القاذورات و المخلفات و لاحتياجه إلى دقة متناهية فى طهيه و ضرورة توقيع الكشف الطبى على لحمه بعد الذبح ، ذهبت القيادة العلمانية القبطية ممثلة فى المجلس الملى إلى أبعد من ذلك حين رأت ضرورة إعدام الرءوس فورا إذا ما تطلب الأمر دون الرجوع إلى الكنيسة و بغض النظر عن رأيها .
من ناحية أخرى فقد يسبب تمسك بعض مالكى المزارع بقطعانهم إلى سرعة انتقال الوباء إلى المصريين ، لكن الحكومة بدورها قد استعدت و حددت مبلغ يتراوح بين 500 -600 مليون جنيه من المفترض أن تدفعها لمالكى هذه الحيوانات الموبوءة على سبيل التعويض إذا ما أضطرت لإبادتها ، بالنسبة لجمعيات الرفق بالحيوان و موقفها من الإعدام فمن المتوقع ألا تبدى تلك الجمعيات امتعاضا نظرا لظهور حالات فى المكسيك و أمركيا و كندا و استراليا و إنجلترا حيث تشير الإحصاءات إلى أن ضحايا وباء الخنزير بلغوا أكثر من 200 شخص بالإضافة الى الانخفاض فى أسهم بورصة نيويورك .الجدير بالذكر أن حيوان الخنزير يحمل صورة سيئة فى ذهنية المصريين ليس فقط لتحريمه فى ديانة الأغلبية العظمى منهم ، لكن أيضا لمظهره القبيح و غذائه القذر ، و يذكر أن الشعب المصرى كان بمنأى عن تناوله حتى عهد الاحتلال البريطانى ، حيث استعار المصريون عادة تربيته من المستعمر الإنكليزى ، و لعل من إجابيات الأزمة أن تتنبه قطاعات كثيرة ممن دأبت على تناوله و المتاجرة فيه إلى مدى خطورة أكله بل و معاشرته للإنسان .