3خطوات اضطرت الحكومة المصرية لاتخاذها فى إطار خطتها للإحاطة بوباء انفلوانزا الخنازير و محاصرته ، حيث قامت الأجهزة الأمنية و البيطرية أولا بتشديد قبضتها الأمنية لمنع ترويج هذه الحيوانات و تهريبها عبر المحافظات ، كما أعلنت الهيئة العامة للتخطيط العمرانى عن انتهائها من دراسة لنقل حظائرها بعيدا عن القاهرة الكبرى و الذهاب بها إلى منطقة 15 مايو فى محاولة لكف شرها عن سكان العاصمة ، و كخطوة أخيرة لتحقيق نفس الهدف تسعى الحكومة المصرية حاليا للتنسيق مع الكنيسة و الشخصيات القبطية البارزة و على رأسها وزير البيئة القبطى / ماجد جورج للحصول على تأييدهم رسميا إذا ما تقرر إعدام جميع الرءوس .
و ربما تكمن المشكلة الآن فى تضارب الآراء فى الوسط القبطى حول مدى ضرورة إعدام 350 ألف خنزير يملأون العاصمة و المحافظات المصرية ، فبينما اكتفت القيادة الكنسية بنصيحة الأقباط بالابتعاد عن تناول لحمه ـ و هو المحلل أكله فى العقيدة المسيحية ــ نظرا لاحتوائه على كثير من الميكروبات التى ترجع لتناوله القاذورات و المخلفات و لاحتياجه إلى دقة متناهية فى طهيه و ضرورة توقيع الكشف الطبى على لحمه بعد الذبح ، ذهبت القيادة العلمانية القبطية ممثلة فى المجلس الملى إلى أبعد من ذلك حين رأت ضرورة إعدام الرءوس فورا إذا ما تطلب الأمر دون الرجوع إلى الكنيسة و بغض النظر عن رأيها .
من ناحية أخرى فقد يسبب تمسك بعض مالكى المزارع بقطعانهم إلى سرعة انتقال الوباء إلى المصريين ، لكن الحكومة بدورها قد استعدت و حددت مبلغ يتراوح بين 500 -600 مليون جنيه من المفترض أن تدفعها لمالكى هذه الحيوانات الموبوءة على سبيل التعويض إذا ما أضطرت لإبادتها ، بالنسبة لجمعيات الرفق بالحيوان و موقفها من الإعدام فمن المتوقع ألا تبدى تلك الجمعيات امتعاضا نظرا لظهور حالات فى المكسيك و أمركيا و كندا و استراليا و إنجلترا حيث تشير الإحصاءات إلى أن ضحايا وباء الخنزير بلغوا أكثر من 200 شخص بالإضافة الى الانخفاض فى أسهم بورصة نيويورك .الجدير بالذكر أن حيوان الخنزير يحمل صورة سيئة فى ذهنية المصريين ليس فقط لتحريمه فى ديانة الأغلبية العظمى منهم ، لكن أيضا لمظهره القبيح و غذائه القذر ، و يذكر أن الشعب المصرى كان بمنأى عن تناوله حتى عهد الاحتلال البريطانى ، حيث استعار المصريون عادة تربيته من المستعمر الإنكليزى ، و لعل من إجابيات الأزمة أن تتنبه قطاعات كثيرة ممن دأبت على تناوله و المتاجرة فيه إلى مدى خطورة أكله بل و معاشرته للإنسان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق