الثلاثاء، 28 أبريل 2009

دلالات توقيف البشير

لست بمعرض الدفاع عن الرئيس السودانى عمر البشير و نظامه فلست من المعنيين بالدفاع عن أى نظام عربى هنا أو هناك ، لكننى أرى أن محاولة استيقاف الرجل فى هذا التوقيت الذى يشهد وقوف السودان على أعتاب انتعاشة نفطية فضلا عن تخلصه نوعا ما من معضلة الجنوب ثم دخوله طرفا إيجابيا فى لعبة الصراع مع اسرائيل عبر توصيله السلاح لغزة يجعل للحدث دلالات و أبعاد أكبر من مجرد محاولة منظمة حقوقية توقيف ومعاقبة أحد المتهمين ، ذلك أن العالم الآن ملىء بالصراعات الدامية و الحروب الاهلية التى تخرج أكبر مجرمى الحرب و مع ذلك فإن شهية المنظمات الدولية لا تنفتح للاستيقاف و المحاكامة و ربما الإعدام ــ كما حد مع صدام مثلا ــ إلا عندما يكون المتورط فى هذه الإنتهاكات ينتمى للعالم العربى و الإسلامى و إلا عندما يكون التدخل سيستفيد منه جهات أخرى غير البلد المراد إنقاذه .

بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية فإن آداءها لا يتميز عن آداء أى من منظمة دولية أخرى من حيث كونه خاضعا لاعتبارات و ضغوطات القوى و التحالفات و اللوبيات فى الدول الغربية ، و فيما يتعلق بدار فور و من قبلها الجنوب السودانى فقد لعبت تلك اللوبيات و على رأسها " اللوبى الزنجى " و " لوبى اليمين المسيحى " و " لوبى مكافحة العبودية " دورا مهما فى دفع توجه الرأى العام الدولى نحو التدخل الدولى و الغربى فى الشأن السودانى بما يخدم مصالح القوى الانفصالية ، و بالمناسبة فإن هذه الرؤية ليست لصاحب السطور فحسب و إنما يؤكد ذلك خط سير تعامل الهيئات و المنظمات الدولية مع مسألة دارفور بالاخص ، ففى سبتمبر 2004 زار دار فور كولن باول وزير الخارجية الامريكى حين ذاك و صرح من هناك أن لا وجود للإبادة الجماعية ، لكنه ما لبث أن تراجع بعد عودته تحت ضغوط اللوبيات سالفة الذكر و قام على إثر ثورتها بإرسال وفد جديد من محامين و و حقوقيين أكدوا بعد زيارتهم وجود إبادة جماعية مما يعنى ضرورة التدخل ، كذلك فإن مجلس الأمن قرر بدوره إرسال القاضى الايطالى أنتونيونا سياسى الذى كتب تقريرا لم يؤيد فيه الإبادة الجماعية مما أثار عليه نفس ردة الفعل السابقة .

و هكذا فإن إثارة القضية بهذا الشكل تأتى فى الأساس لخدمة جهات خارجية و ليست من اجل سلامة السودانيين ، و إلا فالعالم ملىء بالأقليات بل و الأكثريات التى تتعرض للقمع على يد حكامها و على يد قوى خارجية و لا تحرك تلك المنظمات ساكنا ، فإذا ما تحركت و قبضت على الجناة فإن عقابها لا يعدو السجن الذى يكون أقرب للقصور منه إلى السجن و سلوبودان ميلوسوفيتش أكبر دليل على ذلك .

أكرر إن إثارة قضية دار فور فى هذا التوقيت و ما يترتب عليها هى كلمة حق يراد بها باطل ، أقول ذلك ليس دفاعا عن البشير و نظامه و إنما دفاعا عن السودان الذى يراد استباحته عبر إشاعة الفوضى فيه ، صحيح ان الرجل لم يعاقب المتورطين فى الانتهاكات بل و رقى بعضهم و منهم أحمد هارون الذى رقى إلى وزير و على هوشير و لكن الواقع يؤكد أيضا أن سيناريو الاصابع الخارجية التى لعبت دروها لإيقاظ الفتنة و اثارة النار لم يكن بعيدا عن الأزمة منذ كانت فى مهدها ، فالمسألة إذن أكبر من شخص البشير و لو كان للعرب و المسلمين منظمة قادرة على الفصل فى مثل هذه الخصومات و فرض الحلول بمعاقبة المنتهكين و الانفصاليين على حد سواء لما تعرضت لمثل هذه الأزمة التى من الواضح أنها لن تكون الأخيرة بحي سيتبعها أزمات أخرى مشابهة .

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

حماس .. صح ايران ..غلط حزب الله ..لغط


الخطير فى تعليق أمين عام حزب الله ــ حسن نصر الله ــ على ما يعرف بـقضية " حزب الله المصرى " أن الرجل لم ينفى نفيا صريحا مسألة استتغلال نشاط حزب الله ضد إسرائيل و تعاطف الجماهير معه فى الدعوى إلى التشيع ، صحيح أنه لم يقر لكنه أيضا لم ينفى ، و أود أن أسجل فى معرض آخر أننى لست ضد حماس فى أن تقيم مع إيران أو حزب الله علاقة تخدمها فى صراعها الذى تمثلنا جميعا فيه مع اسرائيل ، لكننى أرى فى نفس الوقت أن الفارق كبير بين العلاقات التى تقوم على المصالح المتبادلة و بين الاندماج الأيدلوجى الذى قد يصل إلى تمييع الثوابت و تغييب المنطلقات ، و لكى أكون أكثر وضوحا فأنا أعلم أن إيران مثلا هى من يزود حماس بأكثر ما لديها من أسلحة كما أعلم أن هناك أفراد من كتائب عز الدين القسام تلقوا تدريبات على يد عناصر من حزب الله على أراضى سورية و سودانية هذا بالاضافة إلى الدعم المالى و الوجيستى الذى تقدمه إيران للحركة منذ نجاحها فى انتخابات 2006 ، لكن هذا لا يبرر بأى شكل من الأشكال سكوت حماس على استخدام ايران هذا الأمر فى خلق هذا النزيف السنى الذى اعترف به أحد أكبر دعاة التقريب بين السنة و الشيعة و هو الدكتور يوسف القرضاوى .
بالطبع فإن كثيرين اخطأوا عندما نظروا إلى الواقعة من جانبها الأمنى أو عندما ركزوا على أولوية دعم الفلسطينيين دونما الأخذ فى الاعتبار حقيقة هذا المد الذى طال الساحة الفلسطينية نفسها من خلال هذه الدعايا و من خلال واحدة من أكبر حركات المقاومة ذات المنهج الإسلامى و هى حركة الجهاد الإسلامى ، ذلك أن الأمر لم يعد يتوقف على مجرد انحراف فى العقيدة لدى بعض الضحايا المتحولين عن المنهج السنى بل تعداه إلى امكانية حدوث انشطار ديمغرافى فى البلاد التى ينخدع بعض أهلها بهذه الدعاوى مما قد يجعل من االمشروع الجهادى الفلسطينى نقطة اختراق ايرانية داخل العالم السنى ، و لربما سمعنا قريبا عن مطالبة للشيعة المصريين مثلا بإدراج مذهبهم فى بطاقات الهوية أو عن تطلعهم لتمثيل برلمانى و حزب سياسى و هو ما تبدو بوادره من بعيد .
أكرر لست ضد حماس فى أن تقيم علاقة مع إيران او غيرها مادام ذلك سيخدمها فى قضيتها فى ظل ضعف عربى سنى بالتحديد ، لكننى أربأ بل و اخشى على قادة المشروع الجهادى الفلسطينى أن يدخلوا فى هذا النفق المظلم من التنازلات و يعرضوا أبناء أمتهم لفتن كقطع الليل المظلم لا قبل لهم بها ، كما اننى أدعو أبناء العالم السنى ـ و قد يظننى البعض متطرفا فى هذه الدعوة ـ إلى ألا ينظروا للدور الإيرانى فى دعمه لحركات المقاومة الفلسطينية بغير العين التى كانوا ينظرون بها للدور الأمريكى فى دعمه المجاهدين الأفغان حينما كان يصفهم ريجان بالمجاهدين و ينطقها بالعربية ، ذلك أن إيران تصرفت فى كل القضايا التى ارتبطت بالصحوة الإسلامية بمنطق الأنانية و بما يخدم أجندتها فى المقام الأول ، و لعل ذاكرة البعض لا تنسى تكفير " آية الله خلخالى " قاضى الثورة الإيرانية الإخوان المسلمين السوريين لمصلحة النظام السورى الحليف سياسيا و مذهبيا ، ثم تنكرها و انقلابها على من أيدوا الثورة من أبناء الطائفة السنية فيها ، و أكاد اجزم بأنها لو وجدت لها موطىء قدم فى فلسطين فستتخلى عن حماس فورا و عندها سيكون الدرس قاسيا ليس لحماس فقط و إنما للعالم السنى ككل

الانتخابات العراقية .. الخيار الخاسر


مقتل ثلاثة مرشحين عراقيين يوم الخميس في حوادث مُنفصلة قبل يومين من انتخابات مجالس المحافظات في العراق أحدهم عضو الحزب الإسلامى العراقى عمر الفاروق العانى يعكس نتيجة كانت متوقعة منذ اندلع الخلاف بين القوى السنية حول الموقف من الاحتلال و العملية السياسية و أولويات كل منهما ، النتيجة ببساطة هى احتمالية الاقتتال السنى السنى على خلفية هذا الخلاف فى الرؤى و الأولويات هذا بالطبع اذا ما ثبت ما هو منتظر من أن تكون القاعدة هى وراء العمليات الثلاثة . ،
بالنسبة للانتخابات فدرس التاريخ يثبت للجميع أن القوى ذات المرجعية الإيرانية كانت الرابح الأكبر من ورائها طوال السنين الماضية ، ففى كل مرة تستنفر قواها الديموغرافية و المادية و تتصدر النتائج لتتقدم خطوات ببرامجها التى تهدف فى النهاية الى فيدرالية الجنوب و هو ما يعنى انفصال الجنوب بنفطه و موانيه على الخليج العربى و الاندماج فى إيران التى تعتبرهم اداوات فى يديها تحركها ضد أمريكا فى الوقت المناسب فيطالبون بجدولة للانسحاب و يعلنون عن انتقاد للمحاصصة السياسية الطائفية و يطالبوا بعلاقات أفضل مع العرب السنة ، فإذا ما تواتت مصلحة مع الأمريكان انبرت فرق الموت مرة أخرى تعمل عملها .
القوى الشيعية التى فازت قبل ذلك بـ 128 مقعد من 275 فى ديسمبر 2005 هى الضامن الطبيعى لهذه الانتخابات ، و هى على حالها ما بين أداة فى يد ايران و ما بين متحول لولاء الامريكى الذى أدار ظهره للائتلاف الشيعى و ذهب للتحالف مع بعض السنة العراقيين لاسيما الحزب الإسلامى ــ الواجهة السياسية للإخوان المسلمين ـ الذى ساهم إلى حد كبير فى الفشل النسبى الذى تعرض له مشروع الجهاد العراقى ، و النتيجة فى النهاية كانت مزيد من سرقة أموال العراقيين و ثرواتهم بل و تعذيبهم فى مقار وزارة الداخلية ، ثم مزيد من الاقتتال الذى أصبح سنيا سنيا بعد أن نجح الاحتلال فى الايقاع بين القوى الاسلامية السنية و دفعها للمواجهة المسلحة .
ليت القوى السنية المخلصة تدرك ان العمل السياسى فى ظل الاحتلال هو خيانة للقضية فالتاريخ لا يعرف عملا سياسيا أخرج محتل او أقر مشروع أو وحد أمة و فى العراق اليوم 14 قاعدة عسكرية دائمة أنشأتها الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تتوحد الجهود للتعامل معها كما ينبغى ، كما و أنه ليس هناك لدى القوى الضامنة للفوز فى تلك الانتخابات رؤية أو تطلع لعراق موحد أو على الأقل يمثل مصلحة العراقيين و فقط ، بل على العكس فكل من صوت فى الانتخابات السابقة لم يصوت من أجل العراق الموحد و الغير مقتتل الطوائف بل من أجل إحدى الحركات السياسية التي تمثل مصالحهم الذاتية أكثر من غيرها وتضمن لهم تحقيقها و قد كانت أغلبية من صوتوا إما من الشيعة أو الأكراد فكان هدف الشيعة إثبات هيمنتهم بينما أراد الأكراد أن يحققوا حكمهم الذاتي إن لم يكن استقلالهم ، و الامريكان من ناحيتهم فهموا اللعبة جيدا و لم يعودوا يتنسمون انتخابات تجعل من العراق منارة لديمقراطية جديدة و كبيرة فى الشرق الاوسط و لكن للحصول على حلفاء جدد يتحالفون معها ضد ايران احيانا و ضد المقاومة العراقية دائما .

أردوغان اللاعب .. عفوا .. الفلرس الجديد


الموقف الأخير الذى سجله رئيس الوزارء التركى رجب طيب أردوغان منذ بداية العدوان على غزة و الذى بدأه بإعلان وقف الاتصالات مع إسرائيل و اعتزام تجميد التعاون العسكري معها و الغاء جول زيارته لتل أبيب ثم أنهاه بمغادرة منصة مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا احتجاجا على تصريح الاسرائيلي شمعون بيرس و قبل ذلك انتقاده عملية العدوان الاسرائيلي على غزة و امتعاضه من تصنيف حركة المقاومة الاسلامية حماس كتنظيم ارهابي يشير بوضوح إلى دخول طرف جديد إلى معادلة الصراع مع اسرائيل ، فتركيا الدولة الإقليمية و القوية عسكريا ظلت لوقت طويل بمنأى عن أى دور إيجابى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية و ذلك بفعل تاثُير المؤسسة العسكرية التى يتزعمها غلاة العلمانيين
أردوغان ظل لفترة طويلة شخصية مثيرة للتساؤول و الحيرة منذ جاء إلى السلطة بحزبه ذى الأطروحة الشبيهة بأطروحة حزب الوفد و بتأكيده منذ فوزه فى العام 2002 بالانتخابات على أنه لا يمثل حزبا دينيا، لكنه يريد بناء دولة ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة كما في أوروبا ولا تسيطر فيها الدولة على الدين كما هو حال العلمانية التركية.
اعتقد أنه لم يعد هناك بد من التفرقة بين قناعات أردوغان و بين ميراث العلمانية البراجماتية الاتاتوركية المفروضة عليه و التى فشل أربكان حتى و هو فى أقوى حالاته من التخلص منها ، الرجل ببساطة هو بن للحركة الاسلامية التركية التى بدأت فى السبعينات على يد أربكان بتحالف بين الطريقة النقشبندية التركية التى يتزعمها أربكان الموصوف بانه أبو الإسلام السياسى التركى مع الحركة النورسية مسفرا هذه التحالف عن حزب النظام الوطني الذي كان أول تنظيم سياسي ذا هوية إسلامية تعرفه الدولة التركية الحديثة منذ زوال الخلافة عام 1924 ، و أردوغان شكل نهجه فى العمل السياسى من خلال الأزمات المتكررة التى تعرض لها أستاذه على يد العسكر سواء فى السبعينات عندما نجح فى حجب الثقة عن وزير الخارجية آنذاك خير الدين أركمان لسياسته المؤيدة لإسرائيل و وقوفه ضد الماسونية فقام العسكر بالاطاحة بئتلافه الحاكم و إعادة القوة للتيار العلمانى و تعطيل الدستور و حل الأحزاب واعتقال الناشطين الإسلاميين ، أو فى التسعينات عندما قدم أربكان التنازلات فزار إسرائيل وسمح لطياريها بالتدرب في الأجواء التركية فكافأه جنرالات الجيش بطلبات بشأن مكافحة ” الرجعية ” و وقف كل مظاهر النشاط الإسلامي في البلاد فاضطرللاستقالة .
مازلت أرى أن القضية الفلسطينية عندما توضع فى حيزها الإسلامى فإنها توضع فى حيزها الصحيح و السليم و الآمن و أنه سيكون من المفيد جدا ــ إن شاء الله ــ أن تصبح هناك إيران سنية تغطى و تتعاون مع حركة المقاومة فى فلسطين ، إن تبنى الدولة التركية لمواقف مثل تلك التى تبناها رجب طيب أردوغان و دخولها كطرف فى لعبة الصراع مع اسرائيل بدرجة أو بأخرى لأمر سيكون له انعكاسته الايجابية و ربما أنه سيؤتى ثماره إن شاء الله مع زيادة تمكن ما يمكن تسميته بالتيار الإسلامى المتوارى من كافة الأمور و تحت أى ظروف

عندما يتحدث الهلفوت عن المقاومة

عندما يتصدر ” الهلفوت ” المجالس و يتحدث فى القضايا المصيرية ثم ينعت المقاومة بالإرهاب فاعلم أن ” طيور الظلام ” مازالت ” عيونها الوقحة ” عاجزة عن التفرقة بين المقاومة و الإرهاب ، و عندما تنعق هذه الطيور بما لا تسمع كدأبها منذ ثلاثين عاما ثم تفيق من ” النوم فى العسل ” على دوى الإنفجارات فلا تميز بين إرهاب المقاومة المشروع و كباب اللحم الفلسطينى المشوى ، فتأكد أن وراء الأمر ” لعب مع الكبار ”
على طريقة ” عنتر شايل سيفه ” خرج علينا ” زعيم ” الكوميديا المبتذلة ” المنسى ” بتصريحات عن حركة المقاومة الإسلامية حماس محملا اياها المسئولية و واصفا إياها بالإرهاب ، بعد 15 يوم من الغزو يحمل ” شاهد ما شافش حاجة ” الذى تخطاه جماهيريا شباب كانوا كومبارسات فى أفلامه لامتلائها بمشاهد الجنس الصريح حماس المسئولية عن هذه المجازر فى تصريحه ” المشبوه ” الذى شكل ” رسالة إلى الوالى ” الذى يحركه و الذى جعل منه سابقا سفيرا للنوايا الحسنة ، رسالة اتفق الكثيرون على مضمونها ” هاللو أمريكا “هائنذا ” الأفوكاتو ” الأول المدافع عن مشروعك فى المنطقة و ” المتسول ” لرضا ” الإرهابى ” الأعظم فى المنطقة إسرائيل ، و ” حتى لا يطير دخان ” هذه التصريحات فتشوه وجه الفن السينيمائى المصرى أكثر مما هو مشوه ، فقد انبرى من بين هؤلاء الفنانين من أدانها و وصفها بأنها لا تعبر عن موقف الفنانين اطلاقا ، و أنها نابعة فقط من حقد ” بودى جارد ” الرذيلة فى السينيما المصرية على قوى المقاومة الإسلامية التى دأب على معاداتها و معاملتها على طريقة ” احترس من الخط ” مهما كانت محاصرة و مضطهدة .
و الآن و بعد ان لم يعد الحصار و الدمار وحدهما هما ما يواجهه المستضعفون ، و بعد ان ظهر دجالو ” المولد ” على حقيقتهم و قد استعدوا لتأدية دورهم فى تثبيط العزائم و قتل الهمم ، لم يعد يبقى عزاء للمستضعفين و لنا إلا أن دجلهم أخيرا قد عبر عن نفسه و أنهم اختاروا لأنفسهم الخندق الذى سييغلق شباكهم أمام تذاكر الاحترام مثلما أغلقه سابقا أمام تذاكر الإعجاب .

غزة و اخواتها

سراييفو ـ سربرنيتشا ــ جروزنى ـ كوسوفو ـ قندهار ـ كابل ـ جنين ـ بغداد ـ الفلوجة ـ بيروت - مقديشيو ــ و أخيرا غزة ، سلسلة طويلة ممتدة من حلقات لا يجمع بينها إلا قاسم مشترك واحد ، قاسم مشترك اعتقد أن الجميع أصبح يعيه الآن جيدا بعد أن تعرض العالم الإسلامى لأكثر من عشرين مجزرة بشعة فى أقل من عشرين عاما .
انا لا أريد أن أسلم رأسى بالمجان لنظرية المؤامرة لكننى لا أرى سياقا آخر يمكننى أن أدرج ضمنه كل هذه الأمور غير ما تذرعت به الحكومة الأثيوبية قبل غزوها الصومال فى ديسمبر 2006 و هو مقاومة الخطر الأخضر .
باختصار لقد اختارت القوى الغربية الإسلام كعدو بديل فى ذلك المؤتمر الذى عقد منذ 18 عام بفى ميونخ عام 91 و عنون باسم “الإسلام عدو بديل” و كان بطله وزير الدفاع الأمركيى آنذاك اليهودى ديك تشينى ، ثم أكد الفكرة بعد ذلك المفكر والأكاديمي الأمريكي المعروف صموئيل هنتنجتون و أشار إلى ضرورة الصراع مع الإسلام و قيمه كضمان لتحقيق التفاف الأمريكيين المنشود حول هويتهم الوطنية فى كتابه “من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأمريكية” الصادر في مايو/ أيار 2004
و اليوم فإننا نرى أن كثيرا مما يلحق بالعام الإسلامى من أضرار و اضطرابات منذ انتهت الحرب البادرة و حتى الآن يمكن إدراجه بالفعل ضمن هذا السياق ، فالقوى الغربية من ناحية لا تسمح للنموذج الإسلامى كنموذج منافس أن يقدم أطروحته على الساحة بشكل كامل و هذا ما يفسر استهدافها للمشروع الإسلامى فى الجزائر عام 92 بعد انقلاب الجنرالات على نتائج الانتخابات التى أتت بالجبهة الإسلامية للإنقاذ كفصيل إسلامى للحكم ، ثم النموذج التركى الذى تعرض رائده نجم الدين أربكان للسجن بعد أن حظر حزبه لمرتين ، و أخيرا و ليس آخرا ما تعرض له قطاع غزة من حصار قاس و غزو ضار بعد أن أوصل إلى الحكم حركة إسلامية يقف منها الغرب موقف عدائى أيدلوجى غير قابل للتغيير ، و من ناحية أخرى فإنها لا تريد أن تحكم المنطقة أى مجموعة تناهض الوجود الإسرائيلى حتى لو جرى بينها و بينه الكثير او القليل من التفاهمات و المصالح المشتركة .
إذا أردنا أن نكون أكثر صراحة فإن الكرة الآن فى ملعب الشارع الإسلامى ، فهو الوحيد الذى يمكنه التحرك لإفشال المشاريع التى تستهدف عقيدته و مصالحه ،وذلك عبر مساندته للقوى التى يرى فيها أنها تنتمى لتاريخه و جغرافيته كما أنه بإيمانه يمكنه الصمود أمام اى عقاب يوجه له كجزاء على ذلك و لتكن غزة بدعمنا و دعائنا هى بداية الصمود .

ملحمة الصمود على فضائيات بن ضلال

لم يكن غريبا أن تسفر الحرب التى تجرى الآن على غزة عن حرب اخرى تجرى بين فضائيات ما يسمى محورى الاعتدال و المقاومة فى المنطقة ، فما ان بدأت الحرب حتى أدت تغطية الفضائيات الإخبارية للحرب تغطية تعبر عن اجندة الجهة التى تقف وراءها و تمولها الى سجالات بين فضائيات كانت الأشرس على مستوى السنوات الماضية .
ما لم يكن متوقعا أو الصادم فى حقيقة الأمر هو ما وقع من بعض القنوات من طمس أو تزييف للحقائق لمجرد القاء التبعة على حماس و النيل منها كحركة مقاومة تختلف أجندتها عن أجندة من اختاروا التسوية كخيار استراتيجى ، من بين تلك القنوات التى شكلت تغطيتها أمرا لافتا او صادما بالمعنى الأصح للجماهير قناتى العربية و On tv ، بالنسبة للعربية فإن الصدمة لم تستغرق كثيرا حيث دأبت على الانحياز من خلال ما تقدمه ضد المقاومة فى العراق و فلسطين و أفغانستان و هو الأمر الذى أسفر هذه المرة عن إغلاق مكتبها فى الثالث من يناير بعد أن كان قد تعرض للتفجير على يد مجهولين فى نفس الشهر من العام 2007 ، و قد بدأت العربية ذات التمويل السعودى المقرب من العائلة المالكة تغطيتها للأحداث باستضافة محمد دحلان زعيم ما كان يعرف بالتيار الانقلابي في قطاع غزة ، و لم تكتف باختزال أعداد الضحايا لأسباب غيرمعروفة و هم الذين لم يرقوا فى نظرها لمرتبة الشهداء لكنها أوردت على لسان ضيفها محمد دحلان أن حماس غير مؤهلة لإدارة الأزمة ، ثم ما أن بدأت الفاجعة تتبدى معالمها و يكثر ضحاياها حتى منحتها القناة مسمى ” الورطة ” فى محاولة واضحة للإلقاء بالتبعية على عاتق المقاومة كدأبها فى حلقات برنامجها صناعة الموت و ضيفه الدائم العدو الأول للمقاومة الإسلامية عبد الرحيم على .On tv كانت الإخبارية الوحيدة التى لم تحرص على إظهار أقل قدر من الحيدة ، و كانت الأكثر وضوحا عن سابقتها بحيث لم يفاجأ الكثيرون يتغطيتها أو تحليلاتها التى ركزت فيها على محورين ، الاول : مسئولية حماس و المقاومة عن المجازر الواقعة و الثانى : العداء بينها و بين النظام المصرى واعتدائها على الحدود المصرية ، يرى الكثيرين القناة معبرة عن وجهة نظر مالكها رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس ذى العلاقات المعروفة مع وزير الدفاع الإسرائيلى إيود باراك ، و يستدلون بذلك أنه قد سبق و أن وجهت لها فى نوفمبر 2008اتهاما بأنها منبر للتطبيع الإعلامي مع إسرائيل و هى التى لم تخرج إلى النور على حد تعبير شعار القناة ” خليك فى النور ” إلا فى أكتوبر 2008 لتضم لسابقتها Otv.
على عكس قنوات الأخبار التى كانت تغطيتها سبب سخط البعض فإن تجاهل قنوات المنوعات للأحداث الدامية سبب سخط الكثيرين ، ففى الأيام الاولى للغزو نافست القنوات الفضائية علي عرض الأفلام الكوميدية و كذلك استضافة نجوم الكوميديا ، و لم توقف أى قناة من قنوات المنوعات بثها الكوميدى بل على العكس حرصت كل من Lbc الفضائية و الأرضية على عرض احتفالات رأس السنة بينما نوهت روتانا زمان المملوكة للوليد بن طلال عن أسبوع عمرو دياب السينيمائى مع بداية الأسبوع الثالث للحرب ، و السؤال الإعلامى الذى أن يطرح نفسه مهنيا و اخلاقيا الآن هو : إذا كان مسئولى هذه القنوات و ملاكها غير متأثرين بالأحداث و متعاطفين مع الضحايا فهذا شأنهم لكن لمن لماذا تقدم مثل هذه الاحتفاليات الصاخبة فى الوقت الذى تخرج فيه الملايين دامعة المشاعر تعبر عن غضبها و حزنها ؟؟!!!

عفوا شيخنا يعقوب .. دعها فإنها مفتنة



للشيخ محمد حسين يعقوب أن يتكلم فى الرقائق و له أن يخاطب العواطف الإيمانية بكل كيانه ، فهو بالفعل طبيب القلوب و أمهر من يغوص فى أعماق النفس البشرية ، و هو أيضا أفضل من يبحث فى كتب القدماء و المحدثين حتى من غير السلفيين مبحرا فيها باذلا كل ما فى طاقته الدعوية لتزكية النفوس و تهذيبها .لكن الشيخ يعقوب الذى يحمل فقها و سمتا سلفيين وأسلوبا مؤثرا فى كثير من الشباب حمل فى محاضرة له بعنوان ( مأساة غزة) على حركة حماس محملا اياها المسئولية في المجازر القائمة و ملقيا اللوم عليها بما آلت إليه الأوضاع ، و استهل الشيخ المحاضرة بالقول أن ما يجري في غزة من مذابح صهيونية هو بما كسبت أيدي المسلمين جميعا وخصوصا حركة حماس وحركة فتح بالخلاف الناشب بينهما ، و الواقع أن الشيخ يعقوب على علو قدره و وفير بذله فى اثراء الصحوة ما كان له أن يتصدر لهذا الأمر الذى يرقى إلى درجة الفتوى ، فهو من ناحية ليس فلسطينيا أى أنه ليس على نفس الدرجة من الدراية بالواقع الفلسطينى كحماس أو غيرها ممن يلمون بالواقع الفلسطينى إلمام المعايشة ، كما و أنه معروف عنه عزوفه عن الخوض فى الأمور السياسية طرحا و تعليقا ، و لعل بساطته تلك و تواضعه ذاك هو ما جنبه خصومات كثيرة و جذب إليه الكثيرين من شباب المتدينين .

لقد رأى الكثيرون أن الشيخ لم يكن مصيبا فى قوله ( لا أريد إلقاء التبعة على اليهود وحدهم..) ، كما أن تصريحاته التى ساوى فيها بين حماس و فتح تبدو غريبة لأمرين : الأول : أنها تأتى فى الوقت الذى تعلو فيه أصوات داخل فتح تؤيد حماس فى حربها و تؤكد انحراف أبى مازن و انجرافه فى تيار العمالة بل و تؤيدها فى كسرها للهدنة ، و الثانى أن مساواته تلك لا تعبر عن عقيدة الولاء و البراء التى يتميز بها الشيخ حيث لم ينظر إلى فتح من منطلق أنها علمانية و لا يحمل مشروعها أى مضامين اسلامية سلفية أو حتى بدعية .إذا حاولنا تأصيل الموقف بعيدا عن أى عواطف ، فإن هذه التصريحات أساسها الرؤية القديمة التى كانت لدى الشيخ الألبانى حول الحركات المسلحة فى فلسطين ، و التى عبر عنها فى فتواه التى جاء فيها ” الله يهدينا وإيّاكم، الحركة القائمة اليوم في الضفة هذه حركة ليست إسلامية شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدّته ، أين العدّة؟؟؟ العالم الإسلامي كله يتفرج وهؤلاء بيتقتلوا ويتذبحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين ، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى لجماعة مثل جماعة حماس هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا بارك الله فيكم، نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن“انتهى بالطبع فإن حجج الشيخين لها وجاهتها و يشكرا على حرصهما على دماء المسلمين بغض النظر عن الموقف من التصريحات ، لكن واقع الكثير من رموز السلفية فى العالم الإسلامى اليوم يشير إلى أنهم تجاوزا هذه القناعة التى يثبت التاريخ و ليس الشرع وحده أنها لم تكن صحيحة ، فالجزائر مثلا تحررت بعد ان كان معدل قتلاها يقدر بثمانى أمثال معدل قتلى الفرنسيين و كذا فيتنام كانت النسبة 12 : 1 مع الأمريكان ، كما و أن ابتقاء حماس للهدنة لا يعنى أنها حقنت دماء الغزاويين فالحصار فى حالة استمراره كان كفيلا بالقضاء على أكثر من هذا العدد ، و لهذا فقد وقفت مع حماس أغلب التيارات السلفية ، و لعل أكثر ما لفت النظر فى هذا الصدد موقف الدكتور وليد الطبطبائى زعيم البرلمانيين السلفيين فى الكويت الذى رفع عقاله محييا هنية و حذاءه لأبى مازن ، كما كانت فتوى الشيخ عوض القرنى و دعاوى محمد حسان لفتح معسكرات الجهاد و تصريحات سلمان العودة و محمد العريفى و محاضرات حازم شومان مثار تقدير الكثيرين .

ما يمكن استفادته من هذه الواقعة بالنسبة للمعنيين بها ، هو أنه لا يجوز بأى حال من الأحوال النيل من رموز الدعوة بهذا الشكل لمجرد الخلاف فى الرأى ، و ليس ذلك لوازع شرعى فقط و إنما لاننا نعلم أن هناك آراء داخل حماس على قلتها و خفوتها كانت تتمنى ألا يندلع القتال و تتطلع لحلول أخرى و بالتالى فلا مجال هنا لصبغ الخلف بالصبغة الجماعاتية لاسيما وأن هناك آخرون ممن يمثلون الخلفية نفسها للشيخ الفاضل ممن وقفوا موقفا مخالفا ، أيضا مما يمكن الخروج به من هذه الإشكالية هو أن ادب الاختلاف لا يعنى على الإطلاق ترك واجب النصح ، و إلا فما هو تفسير كون هذه التصريحات قدمت على قناة الرحمة المملوكة للشيخ محمد حسان ذى الموقف المخالف لها ، و مع ذلك فإنها لم تكن من وجهة نظره سببا لإقصاء الشيخ يعقوب أو الغض منه ؟؟ أعتقد أن هكذا خلق جدير بأن يتحلى به الكير من الملتزمين بالمنهج الإسلامى ، كما أرى آخيرا أن النصيحة المثلى فى مثل هذه المواقف و الاكثر فائدة بحيث تحول دون تكرارها هى أن الانشغال بأقل القليل من السياسة قد يوقع فى الفتنة من لم يحتط لها بالدراسة و الإلمام و لو كان بصدد التعليق على حدث عارض كبير أو حفير

من غزة و إليها

300 هدف قصفت فى يومين اثنين ، و 350 قتلوا منهم 40 طفل و تسع نساء ، مقار الداخلية كلها دمرت و الخنزير باراك يتوعد بالمزيد ، صور تطيح بكل ما قيل و أعلن عن سلام مزعوم مع اليهود أو حتى مع الأمريكان ، ماذا سيقول المطبعون لله عن 5 مساجد قصفت منها مسجد عماد عقل الذى سوى بالأرض ؟!! ، ماذا سيقولون لتلك المرأة التى علقت باكية على مقتل أبنائها الخمسة الحمد لله كان عندى تسعة مات لى 5 و بقيلى 4 ، يا ليت أن الذين دفنوا تحت أنقاض ذلك المسجد المهدم هم أبناء الحكام العرب الذين تركوا 350 فلسطينيا لآلة الحرب اليهودية تقتلهم بدم بارد .
الصورة اتضحت اذن ، المطلوب أن تركع حماس و يفشل مشروعها و أن يحال بينها و بين المقاومة و أن يؤتى بأبى مازن و وأبى علاء و دحلان و الرجوب ليأتوا على ما بقى من ثوابت القضية ، المطلوب أن يدفع الفلسطينيون ضريبة اختيارهم لحماس من دمائهم حتى لا يكرروا الخطأ ، هذه هى الديمقراطية المثالية التى تريدها الولايات المتحدة ، هذا هو السلام العادل الذى يراه اللوبى اليهودى و اليمين المسيحى أن تقتل اسرائيل كما يحلو لها و تجرح و علي حماس أن تستميت من أجل فتح المعابر لاستقبال الجرحى و لها أن تدمر و علي حماس أن تلملم التبرعات من هنا و هناك لإعادة البناء ، ألا لعنة الله على خيار التسوية السلمية لعنة الله على كامب ديفيد على اوسلو على أبى مازن و أبى علاء و كل من وقع بقلم على ورقة يتعهد فيها بعدم التعرض لإسرائيل ، تبا لتلك الديمقراطية التى يرى المتشدقون بها شعبا يذبح و لم يصدورا و لو قرارا واحدا للإدانة ، تبا لتلك التنديدات التى تخرج من أفواه العاجزين و المتواطئين ، لم يعد لدينا سلاحا سوى الدعاء ، اللهم يا قاصم الجبارين و يا مذل المتكبرين عليك باليهود و من هاودهم و سار فى فلكهم ، عليك بهم دمرهم كما دمروا منازل إخواننا ، اللهم اقصف أعمارهم كما قصفوا مساجدنا و مستشفياتنا ، خذهم و أرح الأرض منهم و إنك على ذلك قدير .
أما أنتم أيها الشعب المحاصر فأقول لكم لا تنتظروا النصر من غير الله ، أقول لكم ما قال الله تعالى فى كتابه ودوا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلا نعم سلاحكم حماسكم وحماسكم سلاحكم لا تغفلوا عنها و لا تسمحوا لإسرائيل أن تغتالها كما اغتالت فتح من قبل ، و اعلموا أن حماس لم تحاصر إلا لأنها إسلامية و هذا ما يؤلب عليها اليهود و الأمريكان بل و الأنظمة العربية ، و أنها لم تقصف إلا لأنها مقاومة و أنها استطاعت ان تلم شمل الفصائل على اختلاف أيدلوجياتها و توحد اهدافها فى الجهاد ، هذا خياركم و ليكن خياركم للنهاية و لتتحملوا نتيجته و ثقوا كل الثقة فى ان نصر الله قريب و من كان يصدق أن تخرج فرنسا من الجزائر و تذل أمريكا فى فيتنام و تمرغ انف الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان ، هذه سنة الله فى أرضه ، فاصدقوا الله و انصروه ينصركم و لا تلتفتوا للخونة و المارقين و سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .

أوباما و حذاء منتظر


ما أروع ان يضرب الطغاة بالاحذية !! ، لعل هذا هو الانطباع الذى تخلف لدى الكثيرين ممن شاهدوا صفع الرئيس الامريكى بالحذاء لدى زيارته الوداعية للعراق قبل رحيله عن البيت الأبيض ، الحادثة لقيت ردود فعل كثيرة و بطلاها كانا مثار تعليق أكثر ، فالحذاء الذى قذف به الصحفى العراقى منتظر الزيدى فى وجه الرئيس الأمريكى ثم رفعه بعد ذلك المتظاهرون تعبيرا عن رفض الإمبريالية الأمريكية كتب له أن يدخل التاريخ إلى حد أن عرض أحد الموسرين الخليجيين شراءه مقابل عشرة ملايين يورو !! ، اما الصحفى بطل الحادثة الرئيسى فقد أصبح بطلا قوميا فى نظر الكثيرين بعد أن نال تعاطف الشعوب العربية و الإسلاية و غيرها بعد ان وضع نهاية رآها الكثيرون مناسبة لحياة بوش السياسية .

بوش الذى أعلن فى الـ 2001 حربا دينية على ما أسماه الإرهاب احتل خلالها دولتين اسلامييتين و زعم أن جنوده سيتتقبلون بالزهور ودع العراق الى غير رجعة على وقع ضرب الأحذية بعد أن اعترف أمام العالم قبيل الحادثة بايام ان غزوه وقع نتيجة معلومات خاطئة ، رحل إلى غير رجعة بعد أن أسقط على كابل وحدها قنابل تظن الواحدة 4 أطنان فى الوقت الذى تكفى قنبلة 7 جرامات للإيداء بحياة الإنسان ، رحل إلى غير رجعة بعد أن زود المخيلة الإنسانية بصور الإذلال الجنسى و التعذيب بانتهاك المقدسات فى أبى غريب و جوانتانامو و غيرهما ، و بعد أن أسقط نظامين كانا على أقل التقديرات بمنأى عن حروب أهلية اشتعلت فى البلدين فور دخول الأمريكيين و سقط خلالها الملايين .و السؤال الذى أراه يطرح نفسه الآن على الساحة هو هل سيستطيع الرئيس الأمريكى الجديد تجنيب نفسه و إدارته حذاءا ” منتظر ” ، و هل سيستطيع تجنيب شعبه مزيدا من الأبراج تفجر و من الجنود تقتل و من المدنيين يستهدفوا فى مختلف البلاد ؟؟ هل ستحول سياسته دون مزيد من الاستعداء للعالم الإسلامى ؟؟ هل سيوقف ” الحرب الصليبية ” ؟؟ هل سينجح أوباما فى تفاد حقيقى لحذاء منتظر ؟؟؟

وفاء سلطان .. عندما تتحول القوادة من مهنة إلى هواية

عن نفسى أبرىء الجزيرة من جريرة مما جاء على لسان المدعوة وفاء سلطان فى حلقة الاتجاه المعاكس التى قدمت فى الثلاثاء الماضى ، فلست أتصور أن مقدم البرنامج د/ فيصل القاسم كان يعلم مقدما ما انتوته وفاء سلطان من طرحها ما طرحته من بذاءات و تهجمات تجاه العقيدة الإسلامية فضلا عن ترك موضوع الحلقة الأساسى و السياحة يمينا و يسارا من أجل مهاجمة الإسلام و فقط ، كما و أنه لم يكن بوسع الدكتور فيصل أن يقوم بانهاء الحلقة قبل موعدها نظرا لتكرار التطاول من قبل وفاء و إلا اعتبر ذلك هروبا من المناقشة و تراجعا أمام الحقائق لاسيما و أن هذه المرأة بالذات سبق و أن أتت ضيفة على برنامج الاتجاه المعاكس مرتين فى السابق ، المرة الأولى فى فبراير 2006 أمام الشيخ الأزهرى إبراهيم الخولى و كان موضوع الحلقة حول نظرية صراع الحضارات نظرية صراع الحضارات ، و المرة الثانية كانت مع الناشط الإسلامى الجزائرى د/ أحمد بن محمد ، و فى كلتى الحلقتين السابقتين كان الضيف يرد لها الصاع صاعين ، الملوم الوحيد من وجهة نظرى حول هذه الحلقة كان الدكتور / طلعت رميح ضيف البرنامج ، و سبب ذلك أنه التزم بموضوع الحلقة شرع يتحدث عن حرية التعبير و الرسوم الدانماركية فيما هى تتحدث عن ” مذبحة بنى قريظة ” و عن الشخصية المسلمة ” المرتكسة ” و توجه إهانات مباشرة لشخص رسول الله فى سابقة هى الأولى من نوعها على قناة عربية .
كان ينبغى على الدكتور طلعت و هو الأكاديمى أن يقارعها الحجة بالحجة ، و ألا يلتفت أبدا إلى موضوع الحلقة مادامت هى لم تأبه إليه و راحت تتطاول و تتناول المسلمات و الثوابت الإسلامية غير آبهة بإلحاح الدكتور فيصل عليها بالعودة لموضوع الحلقة ، كان يجب عليه عندما تتبجح و تقول أن القرآن يتحدث عن اليهود فيقول : ” غلت أيديهم ” يخبرها بأن اللعنة هنا مرتبطة بسب الإله و أن من يسب الإله و يصفه بأن يده مغلولة يصير مستحقا اللعنة يهوديا كان أم نصرانيا أم مسلما ، كان يجب عليه عندما تتطاول واصفة القرآن بالعنصرية و الحض على كراهية الآخر أن يخبرها أن كتاب بوش و شارون المقدس يحوى ازدراءا لسلالة بشرية يزيد تعدادها عن المليار و نصف المليار ، فهو يصف ” كنعان ” أبى الشعوب السوداء بحسب الكتاب المقدس بأنه عبد و ان أبناءه عبيد لإخوتهم ” مبارك الرب إله سام ، وقال : ليكن كنعان عبدًا لهم يفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدًا لهم ” ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام.وليكن كنعان عبدا لهم” ( التكوين 9/25 - 26 ) .
أنا أعلم أن وفاء سلطان هى من ذلك النموذج من المثقفين العرب المهاجرين الذى ينشط حيث تكون الدوائر المعادية للإسلام والعروبة فى الغرب فى حاجة إلى قواداين يبررون و يحرسون عهرهم السياسى و الفكرى تجاه المسلمين ، عندها ينبرى هؤلاء مظهرين مواهبهم القوادية ــ بكسر القاف و الواو المفتوحة ــ فيخلطون الأوراق و يتلاعبون بالألفاظ و يتجاوزون البديهيات فيحولون الاحتلال إلى إحلال على طريقة شاكر النابلسى و يصبح محمد البرعى مستحقا للقتل لأنه مسلم و يؤمن بالآية التى تقول ” يقتلون و يقتلون ” بحسب منطق وفاء سلطان ، و يصبح من حق جين روبينسون ان ينصب أسقفا رغم كونه مثليا بينما يحظر على من تغطى أذنها أن تعمل داخل مصلحة حكومية .
هذه هى الحضارة التى تتقبلها وفاء سلطان و هيرش على و مثيلاتهما أو بالأحرى مثليييهما ، الحضارة التى تحبس ديفيد إيرفينج لأنه شكك فى تعداد ضحايا المحرقة بينما لم تقبض حتى اليوم على أكبر مجرمى الحرب فى أوروبا الحديثة كاراديتش و ميلاديتش ، و لا عجب فوفاء سلطان تعبر عن حالة تسمى فى قاموس علم النفس ــ بما أنها طبيبة نفسية ــ بالمازوكية ، و المازوكية حالة مرضية تجعل صاحبها يشعر بالمتعة البالغة كلما وجد آخرا يذيقه ألما معينا ، لكن الحالة عند وفاء تبدو أكثر تعقيدا إذ أنها تعمد بنفسها إلى إيلام نفسها و جلد ذاتها إذا لم تجد هذا الآخر الذى يسقيها جرعات الألم المضنى ، و لعل هذا ما يفسر كونها مبرمجة على انتقاد الإسلام منذ هجرتها إلى الغرب عام 89 بينما لا يوجد لديها الهارد وير الخاص بمهاجمة الأديان و العقائد الأخرى .شىء أخير يهمنى أن أذكره لمزيد من التوضيح ، إن هذه المرأة تدعى فى كل حلقة و فى كل لقاء صحفى أنها كانت مسلمة و أنها تركت الإسلام عن اقتناع ، و الواقع أنها لم تكن مسلمة يوما ما و إنما كانت نصيرية ، و النصيرية كما هو معلوم نحلة خارجة عن الإسلام بإجماع جميع المذاهب حتى الشيعة ، فهى بالتالى كانت خارج دائرة الإسلام ثم تحولت إلى خارج دائرة الاديان ككل .

الله الغنى عن ملايينك يا شوبير

لم يكن من اللائق أبدا ما بدر من نائب رئيس اتحاد الكرة المصرى و الإعلامى الرياضى المشهور أحمد شوبير فى آخر حلقات برنامجه ” احتراف ” الذى غطى من خلاله أحداث بطولة كأس الأمم الأفريقية من حديث عما سماه ” تبرعات ” لأعضاء المنتخب المصرى على إثر فوزهم بالبطولة للمرة السادسة و الثانية على التوالى ، فالإعلان بهذا الشكل الدعائى الفج قد يؤدى فى مثل هذه الظروف إلى تشويه الفرحة و تحويل مشاعر البهجة و الاحتفال الى حنق و حسد ، فالملايين التى أعلن عنها على الهواء مباشرة ليس للجماهير العريضة التى خرجت تحتفل برغم المؤرقات و الآلام ناقة فيها و لا جمل ، أنا لا أقول إن أعضاء المنتخب ليسوا فى حاجة إلى ملايين خميس و الوليد بن طلال و الخرافى و غيرهم فهذا شأنهم و لا دخل لأحد فيه ، لكن أن تتحول الحلقة إلى مزاد علنى تستعرض فيه عضلات الأثرياء و أن يصبح الأمر و كأن لاعبى المنتخب الذين يمثلون الشعب المصرى بشريحتيه المتوسطة و تحت المتوسطة مهرجى شوارع يقلبون الدف عقب كل استعراض ليتسولوا الفتات فهذا ما يأباه كل مصرى .
إن الرصيد الحقيقى لهذه التوليفة الممتازة من اللاعبين و التى لم نر مثلها منذ عام 90 هو هذه الملايين التى تابعتهم بالقلوب قبل العيون و فرحت بـ ” السد العالى ” و ” الحرس الحديدى ” عصام الحضرى الذى اغتال كل آمال ديروجبا و إيتو فى التسجيل و بـ ” النظام الخاص ” و الفكر العالى الذى انتهجه ” المعلم ” فى مبارياته الخططيه متغلبا على فكر الجميع و خططهم ، و بكل لاعبى منتخب ” الساجدين ” كما أطلقت عليهم الصحافة الرياضية و مواقع الإنترنت بروحهم المتواضعة و آداءهم القتالى لاسيما فى المبارتين الأخيرتين ، هذه الملايين هى القادرة بعد الله على المساهمة الحقيقية فى ضمان استمرارية نجاحهم و فوزهم فى بطولات كثيرة قادمة و ليست ملايين شوبير الذى أراد أن يحسن موقفه بعد أن دأب على مهاجمة آدائهم و وصف انتصاراتهم المتوالية بضربة الحظ حتى فى أحسن المباريات آداءا ، ففتح المجال أمام المليارديرات لتحقيق الشهرة و التربح سياسيا على حساب الرياضة

صوت الامة و ليس صوت خالد منتصر

عودتنا جريدة صوت الأمة منذ أن تولى رئاسة تحريرها المعارض البارز وائل الإبراشى أن تتسع صفحاتها لكل التيارات و الاتجاهات دون إقصاء أو استهداف ، لكن يبدو أن هذا السمت لا يروق للصحفى ــ طبيب أمراض النساء ــ خالد منتصر ، فهو لديه صفحة كاملة فى الجريدة يعبر فيها عن قناعاته الليبرالية بأسلوب غير ليبرالى على الإطلاق ، حيث يسخر أغلب مساحتها للهجوم على كل ما يتعلق بالإسلاميين و الظاهرة الإسلامية بكل تجلياتها بالدرجة التى تجعلك تعتقد أنه يتمنى لو تزول صورة حسن البنا و معها لحية كل من محمد على باشا و أحمد عرابى من الشعار المتصدر الجريدة .
الدكتور خالد يبدو فى كتاباته ليبرالى إلى أبعد الحدود حتى إذا ما تطرق إلى الحديث عن إحدى الظواهر الإسلامية فإنه يتحول بقدرة قادر إلى مكفراتى تتناثر منه عبارات التكفير الوطنى و العلمى متفننا فى صب الاتهامات على خصومه ، هذا التحامل النابع من
حالة التأزم الأيدلوجى المسبق التى يعانى منها الدكتور خالد منتصر كثيرا ماتوقعه فى تناقضات فجة تنال من قدره كصحفى متميز و وتجعل من مقالاته رغم احتوائها على مادة ملعوماتية لا بأس بها و أسلوبا صحفيا رصينا راجع لكونه أحد أبناء مدرسة روزاليوسف الصحفية تجعل منها مجرد قصائد هجاء مجحفة تتجاوز الحقائق و تخلط الأوراق ، فبينما يحمل على ما سماه الإحتلال ” الوهابى ” للعقل المصرى متحدثا عن صراع بين ” الوهابية السعودية البدوية القاسية و التدين المصرى المتسامح ” ، يكتب فى عدد آخر بتاريخ 27/2/2006 عن اضطهاد الشيعة المصريين و استهداف القانون لهم حيث مازالوا يعانون من كونهم مجرد رقم فى ملفات الداخلية ، و هكذا فإن التشيع ليس دخيلا على مصر على عكس ” الوهابية ” التى يشبه وجودها فى مصر باحتلال الهكسوس لمصر قديما!! ، فى مقال آخر بعنوان ” سؤال إلى الدكتور زغلول النجــار ” بتاريخ 18/6/2007 هاجم الدكتور ما سماه المدرسة الزغلولية فى تفسير الكوارث غير ناس بالطبع إدانة أمور كالإعجاز العلمى فى القرآن رافضا ربط الإيمان بالعلم أو الماورائيات متغاضيا فى نفس الوقت عن آخرين حولوا أماكن العبادة الخاصة بهم إلى مستوصف شعبى لإخراج الأرواح الشريرة و الشياطين ذات الأسماء الإسلامية !! و أخيرا ففى صفحته المخصصة بالجريدة فى عددها الأخير المؤرخ 18/2/2008 كتب الدكتور محييا الفنانة المعتزلة و المحجبة شادية مهنئا إياها على ” تحجبها الهادىء ” الذى لم تتحول من خلاله إلى داعية أو شيخة عمود فى الأزهر على حد تعبيره ، و هكذا فإن حرية التعبير عنده تقف عند حد حجاب شادية مادام أنه حجاب ليبرالي لا يعنيه أن يتحجب الآخرون أو يتعروا ، الحجامة هى الأخرى تشكل شبحا يطارد الدكتور خالد كلما أمسك قلمه ليكتب فى مجاله الأصلى ” الطب ” مع أن هناك أنواع أخرى من الطب البديل كالإبر الصينية مثلا لا يتطرق إليها الدكتور بتاتا و مع أنه يعلم علم اليقين أن ضحايا الحساسية من النوفالجين و والبنسلين آلاف أضعاف ضحايا الحجامة إن كان لها ضحايا من الأصل .
لقد تجاوزت صحافة المعارضة هذا الأسلوب الذى أدمنه الدكتور منذ زمن ، حيث فطنت إلى أن النضال لا السجال هو السبيل الوحيد لإيصال رسالتها التنويرية ، و أن التركيز على الإختلافات الأيدلوجية و استدعاء ثاراتها التاريخية لن يجدى بل سيساهم فى الإبقاء على هذه الحالة من الخرس السياسى و الركود الفكرى طابقة على نفس الشعب المصرى ، لقد فطنت المعارضة و أدبياتها الصحفية إلى ما لم يتوصل إليه خالد منتصر و سابقوه من ليبراليى أوئل القرن الماضى و هو أن تحرير الذات مقدم على تحرير العقل ، و إلا فما فائدة أن يتحرر الإنسان من دجالى الأعشاب إذا سلمنا أن هناك دجالى أعشاب و هو سجين دجالى السياسة الذين أخصوه بحيث لم تعد تنفعه حلول الدكتور خالد التى يقدمها على موقع إيلاف ، ما فائدة أن يعى المواطن أن الحجامة مثلا هى دجل أو العكس إذا كان مضطرا لطرق بابها فى ظل هذه الحالة المخزية التى وصلت إليها الرعاية الطبية و الأطباء ، لقد فات خالد منتصر أن يسأل نفسه: هل كل من ذهب لانتخاب و إنجاح مرشحى الإخوان فى انتخابات 2005 كان ملما بتفاصيل نظرية الحاكمية و أستاذية العالم أو حتى سأل عن برنامج الإخوان السياسى ، أم ان اليأس من الإصلاح هو الذى دفعهم إلى البحث عن البديل السياسى مثلما دفع الآخرين إلى البحث عن البديل الطبى ؟؟

هل رأيت عرائس الجنة

نجمات بلا جمهور ، ملهمات بلا شعراء ، عندما أكتب عنهن تقف كل معانى الإيمان و التضحية متضائلة أمام نبل ذواتهن ، قرأت عن كثير من البطولات النسائية على مر العصور وفى مختلف الثقافات سمية ، الخنساء ، جان دارك ، جميلة بوحريد ، لكن صنفا كهذا من النساء و لونا كهذا من البطولات لم أصادف مثله فى كتب التاريخ أو حتى فى خيال المبدعين ، قرأت عن الصوفيين و النساك و رواد العشق الإلهى فما هالتنى تلك الدرجة من التسامى و الإيثار و التعالى على الذات ، أى بطولة تلك التى جسدنها و أى إيمان هذا الذى دفع بهن لأن يقدمن على ما أقدمن عليه .
إنهن عرائس الجنة اللائى خرجن من رام الله و نابلس و جنين و غزة و بيت لحم حيث لا عرس ولا موكب و لا زغاريد ، حيث يمتزج الحانوط بالحناء و تمتزج المبادىء بالأنا فتصيران كيانا واحدا و تصبح الذات مسترخصة اى ثمن تقدمه فى سبيل القضية ، لم يضربن بالدفوف و لم يرقصن و لم يبسن الواوا ربما لأن واواتهم المتعددة لن يداويها مجرد التبويس .
لم تكن عندليب طقاطقة تحلم بأكثر من ببيت يتسع لجميع أسرتها ، لم تتطلع يوما إلى مليارات الذين وضعوا السلاح و تاجروا بقضيتهم ، أما الهام الدسوقى ففجرت نفسها داخل بيتها عندما اقتحمه عليها الصهاينة الإمبرياليون ، ضحت بنفسها و بيتها عندما علمت أن القضية قضية بيت كبير سلب و انتهك ، أما دارين أبو عيشة ذات الاثنين و عشرين عاما فقد كانت شعلة من النشاط داخل الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح على حد وصف أختها ، و كانت دائما تردد مخاطبة أمها : ” أدعي لي يا أمي أن أكون شهيدة في سبيل الله حتى أنال الجنة وستكونين معي بإذن الله ” .
لقد ارتفعت دارين و عندليب و آيات الأخرس و ريم رياشى و غيرهن فى وقت سقطت فيه الرموز ، فى زمن سادت فيه حمى الأنانية و الدجل ، نعم سيذكر التاريخ أن مجوعة من النسوة و الفتيات لم يتجاوز عمر أيهن الثلاثين عاما قلبن الأعراف و الموازين رأساً على عقب كما قال الصهيوني أرنون غولر في “هآرتس ” ، سيذكر لهن أنهن شكلن رقما مهما فى لعبة الصراع بين الخير و الشر ، و أنهن فى سبيل قضيتهم تجاوزن الأنا حتى تلك الأنا المشروعة التى لا غبار عليها و التى لم تتأثر بثقافة القراصنة و المستهلكين ، حتى تلك الأحلام المشروعة التى طالما داعبت قلوبهن و عواطفهن الخضراء تخلوا عنها ليطحن بتحليلات المتفلسفين و دعاة الخنوع ، و ليثبتن بحق أنهن عرائس الجنة

العرب و إيران شقاق أم وفاق

ارتبطت ايران بالعالم العربى على مر العصور بعلاقات ذات صلة بعوامل الجغرافيا و التاريخ ، و بالاضافة الى التباين المذهبى فان الواقع الحالى يشير إلى أن ثمة اختلاف يميز ايران كدولة عن باقى دول العالم العربى من حيث كونها دولة قومية موحدة تمثل الشعب أو الأمة الفارسية بخلاف العالم العربى الذى تصغر مساحة بعض دوله لتصل الى 700 كم و تخضع شعوبه لأنظمة تتفاوت فيما بينها فى توجهاتها و درجة استبداديتها .
قامت الثورة الايرانية فى نهاية السبعينات على يد المتدينين الشيعة ، و على عكس الحكام فقد تفاءلت الجماهير العربية ــ السنية فى أغلبها ــ خيرا بهذه الثورة الحقيقية التى حملت نفس الايدلوجيا التى يتعاطف معها القطاع الاكبر من العالم العربى ، و شرعت حركات التحرر و التغيير العربية ابتداء بمنظمة التحرير الفلسطينية مرورا بحماس و الجهاد و انتهاءا بجبهة الانقاذ و الإخوان المسلمين منطلقة جميعها من تقارب الأيدلوجيا الفكرية تارة أو تبنى النظام الجديد لقضايا عربية و دخوله كطرف فى لعبة الصراع العربى الاسرائيلى ، شرعت فى إقامة علاقات وثيقة مع النظام الايرانى الجديد ، لكن النظام الجديد الساعى لتصدير الثورة لم يقنع بذلك و قام فى سبيل توسيع نفوذه فى الساحة العربية بانشاء كيانات سياسية شيعية ترتبط بالدولة الايرانية ارتباط الجزء بالكل ، و بالفعل شهد عقد الثمانينات نشوء جماعات فى العراق و لبنان و بعض دول الخليج تؤمن بأفكار الثورة بما فيها نظرية ولاية الفقيه التى شكلت مكمن الخطورة بما تقتضيه من التبعية و الولاء العابر للحدود .
إن الثلاثين عاما التى مرت على قيام الدولة الايرانية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن هناك ما تضمره ايران تجاه العالم العربى ، و انها استغلت فى سبيل تحقيق مشروعها الطائفى تارة حالة التعدد المذهبى التى فرضت فرضا على العالم العربى بخاصة فى العهد الصفوى ، و تارة اخرى مستغلة التقاء مصالحها مع مصالح الولايات المتحدة .
كان المثقفون العرب قد رحبوا بفوز التيار المحافظ فى انتخابات 2005 و هو الذى يعلن سيره على نهج الثورة الاول و ينظر للولايات المتحدة نظرة خصومة ، لكن تطور الاحداث منذ احتلال العراق و أفغانستان أظهر النزعة الشعوبية الطائفية التى تتحرك الإدارة الإيرانية انطلاقا منها ، و بدى واضحا ان ايران الآن ماضية فى تحقيق مشروعها فى المنطقة متحالفة مع الشيطان الاكبر و هو ما ستدفع دول المنطقة الضعيفة ثمنه باهظا ، فلقد تجاوز الامر العراق لذى بات ساحة للتهجير المتبادل و القتل على الهوية بين السنة و الشيعة ليتعداه الى دول أخرى ليس آخرها اليمن الذى خرج فيه الحوثى ليعلن تبنيه الفكر الاثنى عشرى و يتحول إلى زعيم عصابة تقتل و تعكر الامنإن ايران اليوم تحتل بلدين عربيين ، الأحواز و الجزر الغماراتية الثلاث و ها هى اليوم تخترق البوابة الشرقية للعالم العربى ، على أبنا الأمة العربية ان يتنبهوا إلى مدى خطورة هذا التمدد ، و أن يعوا جيدا ان التقية و البراجماتية هى السمة الرئيسية لسياسة إيران الخارجية لاسيما مع العالم العربى .

الغازية لازم تنزل

إن الغناء للعنب و البرتقالة و الرمانة و التفاحة و الموز و المانجه هو إفراز لواقع الهزيمة الذى تحياه الامة منذ زمن طويل ، ففى اوقات الإحتلال و الكساد الاقتصادى غنى كبار المطربين المصريين ارخى الستارة اللى ف ريحنا وبين النهود حطونى و فيك عشرة كوتشينة و السلسلة طويلة ، فالخلاعة و الدلاعة تكون سمة الفن فى مجتمع ما عندما يرادلإنسان هذا المجتمع أن لا يلتفت لما يدور حوله أو بالاحرى لما يحاك له من قبل قوى عدة تتصارع فيما بينها من أجل احتلال الصدارة وتحقيق مشاريع التوسع ، و الفن الذى هو فى كل المجتمعات من أهم عوامل النهضة او الانهيار يجرى الآن فى مجتمعنا العربى الإسلامى استهدافه لتفريغه من كل مضمون جاد قويم ثم تضمينه ــ الفن ــ لكل ما هو تافه أو غريزى ، من أجل إخراج جيل جديد من الشباب فارغ غير معنى بالقضايا العليا لأمته .قولوا لامى ما تبكيشمنذ العهد الناصرى ــ بغض النظر عن موقفى منه إيجابا أو سلبا ــ و حتى حرب رمضان قدمت فى مصر أغنيات قومية ووطنية كانت تشدو بمصر كجزء من الأمة العربية أغلبها تحدث عن شعارات العروبة و الوحدة والاستعمار و التحرر والانتصار و كان لعبدالحليم حافظ منها نصيب الأسد ، من هذه الأغنيات أغنية اعجبتنى جدا ــ بغض النظر عن موقفى من العروبة كفكرة و من عبدالحليم حافظ كشخص ــ تعبرعما يجيش فى صدر الجندى العربى من مشاعر بعنوان : فدائى ، برغم قلة إذاعتها إلا أنها تؤثر فى بدرجة كبيرة عندما أستمع لها ، لا أعرف من كتب كلماتها و لا من لحنها و لكن أكثر ما أثر فى من مقاطعها هو:و ان مت يا أمى ما تبكــيش * راح اموت علشان بلدى تعيشافرحى يا ما و زفينى * وفـ يوم النصر افتكرينىو ان طالت ياما السنين * خـــلى اخواتى الصــغيرينيكونوا زيى فدائيين فدائيين ياماو فى حرب التحرير الجزائرية غنى الفدائيون بنفس المعنى قولوا لامى ما تبكيش الغازية لازم تنزللكن موجة الحريات التى اجتاحت بلادنا بعد الحادى عشر من سبتمر والتى صاحبها ارتفاع فى سقف الرقابة على المادة الإعلاميةالمقدمة ، حملت فى طياتها جرعات هائلة من ” الجنس” تجاوزت كل سقوف الرقابة فى تاريخ الفن العربى فى القرن العشرين حتى فى عصر الخلاعة و الدلاعة ، و التى للأسف لم تقدم للجمهور فى ثوب تثقيفى توعوى من حيث كون الجنس أحد أهم النشاطات الإنسانية الطبيعية و هدية الله لبنى الإنسان ، و من حيث كوننا كشرقيين أو عرب أو محافظين أو أى توصيف آخر من أجهل شعوب الأرض تعاطيا مع هذا الشىء الذى يجمع إلى جانب بعديه الاجتماعى و البيولوجى بعدا آخرا دينيا لدينا نحن المسلمين ، إنما قدم فى صورة العب و افتح و بالراحة و حط النقط و غير النقط .إن دينا و ريكو و سعد الصغير و بوسى سمير و هيفاء عجرم و غيرهم هم شهود عيان على عصر فشل فيه الزعماء فى تصويب فوهات البنادق والمدافع نحو صدور الأعداء للدفاع عن ألأرواح و المقدسات وفى تقديم فن و إشاعة ثقافة تخدم قضايا الشعوب و حركات تحررها و تبنى إنسان مثقف مؤهل لأن يصبح عامود نهضة أمته ، فصوبوا نحو هذا الإنسان أسلحة من نوع آخر لتسقطه ضحية باصابات ذات تأثير أخطر، و لم و لن يكون شباب و شابات وسط البلد هم اول أو آخر تلك الضحايا