الثلاثاء، 14 أبريل 2009

ملحمة الصمود على فضائيات بن ضلال

لم يكن غريبا أن تسفر الحرب التى تجرى الآن على غزة عن حرب اخرى تجرى بين فضائيات ما يسمى محورى الاعتدال و المقاومة فى المنطقة ، فما ان بدأت الحرب حتى أدت تغطية الفضائيات الإخبارية للحرب تغطية تعبر عن اجندة الجهة التى تقف وراءها و تمولها الى سجالات بين فضائيات كانت الأشرس على مستوى السنوات الماضية .
ما لم يكن متوقعا أو الصادم فى حقيقة الأمر هو ما وقع من بعض القنوات من طمس أو تزييف للحقائق لمجرد القاء التبعة على حماس و النيل منها كحركة مقاومة تختلف أجندتها عن أجندة من اختاروا التسوية كخيار استراتيجى ، من بين تلك القنوات التى شكلت تغطيتها أمرا لافتا او صادما بالمعنى الأصح للجماهير قناتى العربية و On tv ، بالنسبة للعربية فإن الصدمة لم تستغرق كثيرا حيث دأبت على الانحياز من خلال ما تقدمه ضد المقاومة فى العراق و فلسطين و أفغانستان و هو الأمر الذى أسفر هذه المرة عن إغلاق مكتبها فى الثالث من يناير بعد أن كان قد تعرض للتفجير على يد مجهولين فى نفس الشهر من العام 2007 ، و قد بدأت العربية ذات التمويل السعودى المقرب من العائلة المالكة تغطيتها للأحداث باستضافة محمد دحلان زعيم ما كان يعرف بالتيار الانقلابي في قطاع غزة ، و لم تكتف باختزال أعداد الضحايا لأسباب غيرمعروفة و هم الذين لم يرقوا فى نظرها لمرتبة الشهداء لكنها أوردت على لسان ضيفها محمد دحلان أن حماس غير مؤهلة لإدارة الأزمة ، ثم ما أن بدأت الفاجعة تتبدى معالمها و يكثر ضحاياها حتى منحتها القناة مسمى ” الورطة ” فى محاولة واضحة للإلقاء بالتبعية على عاتق المقاومة كدأبها فى حلقات برنامجها صناعة الموت و ضيفه الدائم العدو الأول للمقاومة الإسلامية عبد الرحيم على .On tv كانت الإخبارية الوحيدة التى لم تحرص على إظهار أقل قدر من الحيدة ، و كانت الأكثر وضوحا عن سابقتها بحيث لم يفاجأ الكثيرون يتغطيتها أو تحليلاتها التى ركزت فيها على محورين ، الاول : مسئولية حماس و المقاومة عن المجازر الواقعة و الثانى : العداء بينها و بين النظام المصرى واعتدائها على الحدود المصرية ، يرى الكثيرين القناة معبرة عن وجهة نظر مالكها رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس ذى العلاقات المعروفة مع وزير الدفاع الإسرائيلى إيود باراك ، و يستدلون بذلك أنه قد سبق و أن وجهت لها فى نوفمبر 2008اتهاما بأنها منبر للتطبيع الإعلامي مع إسرائيل و هى التى لم تخرج إلى النور على حد تعبير شعار القناة ” خليك فى النور ” إلا فى أكتوبر 2008 لتضم لسابقتها Otv.
على عكس قنوات الأخبار التى كانت تغطيتها سبب سخط البعض فإن تجاهل قنوات المنوعات للأحداث الدامية سبب سخط الكثيرين ، ففى الأيام الاولى للغزو نافست القنوات الفضائية علي عرض الأفلام الكوميدية و كذلك استضافة نجوم الكوميديا ، و لم توقف أى قناة من قنوات المنوعات بثها الكوميدى بل على العكس حرصت كل من Lbc الفضائية و الأرضية على عرض احتفالات رأس السنة بينما نوهت روتانا زمان المملوكة للوليد بن طلال عن أسبوع عمرو دياب السينيمائى مع بداية الأسبوع الثالث للحرب ، و السؤال الإعلامى الذى أن يطرح نفسه مهنيا و اخلاقيا الآن هو : إذا كان مسئولى هذه القنوات و ملاكها غير متأثرين بالأحداث و متعاطفين مع الضحايا فهذا شأنهم لكن لمن لماذا تقدم مثل هذه الاحتفاليات الصاخبة فى الوقت الذى تخرج فيه الملايين دامعة المشاعر تعبر عن غضبها و حزنها ؟؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق