عن نفسى أبرىء الجزيرة من جريرة مما جاء على لسان المدعوة وفاء سلطان فى حلقة الاتجاه المعاكس التى قدمت فى الثلاثاء الماضى ، فلست أتصور أن مقدم البرنامج د/ فيصل القاسم كان يعلم مقدما ما انتوته وفاء سلطان من طرحها ما طرحته من بذاءات و تهجمات تجاه العقيدة الإسلامية فضلا عن ترك موضوع الحلقة الأساسى و السياحة يمينا و يسارا من أجل مهاجمة الإسلام و فقط ، كما و أنه لم يكن بوسع الدكتور فيصل أن يقوم بانهاء الحلقة قبل موعدها نظرا لتكرار التطاول من قبل وفاء و إلا اعتبر ذلك هروبا من المناقشة و تراجعا أمام الحقائق لاسيما و أن هذه المرأة بالذات سبق و أن أتت ضيفة على برنامج الاتجاه المعاكس مرتين فى السابق ، المرة الأولى فى فبراير 2006 أمام الشيخ الأزهرى إبراهيم الخولى و كان موضوع الحلقة حول نظرية صراع الحضارات نظرية صراع الحضارات ، و المرة الثانية كانت مع الناشط الإسلامى الجزائرى د/ أحمد بن محمد ، و فى كلتى الحلقتين السابقتين كان الضيف يرد لها الصاع صاعين ، الملوم الوحيد من وجهة نظرى حول هذه الحلقة كان الدكتور / طلعت رميح ضيف البرنامج ، و سبب ذلك أنه التزم بموضوع الحلقة شرع يتحدث عن حرية التعبير و الرسوم الدانماركية فيما هى تتحدث عن ” مذبحة بنى قريظة ” و عن الشخصية المسلمة ” المرتكسة ” و توجه إهانات مباشرة لشخص رسول الله فى سابقة هى الأولى من نوعها على قناة عربية .
كان ينبغى على الدكتور طلعت و هو الأكاديمى أن يقارعها الحجة بالحجة ، و ألا يلتفت أبدا إلى موضوع الحلقة مادامت هى لم تأبه إليه و راحت تتطاول و تتناول المسلمات و الثوابت الإسلامية غير آبهة بإلحاح الدكتور فيصل عليها بالعودة لموضوع الحلقة ، كان يجب عليه عندما تتبجح و تقول أن القرآن يتحدث عن اليهود فيقول : ” غلت أيديهم ” يخبرها بأن اللعنة هنا مرتبطة بسب الإله و أن من يسب الإله و يصفه بأن يده مغلولة يصير مستحقا اللعنة يهوديا كان أم نصرانيا أم مسلما ، كان يجب عليه عندما تتطاول واصفة القرآن بالعنصرية و الحض على كراهية الآخر أن يخبرها أن كتاب بوش و شارون المقدس يحوى ازدراءا لسلالة بشرية يزيد تعدادها عن المليار و نصف المليار ، فهو يصف ” كنعان ” أبى الشعوب السوداء بحسب الكتاب المقدس بأنه عبد و ان أبناءه عبيد لإخوتهم ” مبارك الرب إله سام ، وقال : ليكن كنعان عبدًا لهم يفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام ، وليكن كنعان عبدًا لهم ” ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام.وليكن كنعان عبدا لهم” ( التكوين 9/25 - 26 ) .
أنا أعلم أن وفاء سلطان هى من ذلك النموذج من المثقفين العرب المهاجرين الذى ينشط حيث تكون الدوائر المعادية للإسلام والعروبة فى الغرب فى حاجة إلى قواداين يبررون و يحرسون عهرهم السياسى و الفكرى تجاه المسلمين ، عندها ينبرى هؤلاء مظهرين مواهبهم القوادية ــ بكسر القاف و الواو المفتوحة ــ فيخلطون الأوراق و يتلاعبون بالألفاظ و يتجاوزون البديهيات فيحولون الاحتلال إلى إحلال على طريقة شاكر النابلسى و يصبح محمد البرعى مستحقا للقتل لأنه مسلم و يؤمن بالآية التى تقول ” يقتلون و يقتلون ” بحسب منطق وفاء سلطان ، و يصبح من حق جين روبينسون ان ينصب أسقفا رغم كونه مثليا بينما يحظر على من تغطى أذنها أن تعمل داخل مصلحة حكومية .
هذه هى الحضارة التى تتقبلها وفاء سلطان و هيرش على و مثيلاتهما أو بالأحرى مثليييهما ، الحضارة التى تحبس ديفيد إيرفينج لأنه شكك فى تعداد ضحايا المحرقة بينما لم تقبض حتى اليوم على أكبر مجرمى الحرب فى أوروبا الحديثة كاراديتش و ميلاديتش ، و لا عجب فوفاء سلطان تعبر عن حالة تسمى فى قاموس علم النفس ــ بما أنها طبيبة نفسية ــ بالمازوكية ، و المازوكية حالة مرضية تجعل صاحبها يشعر بالمتعة البالغة كلما وجد آخرا يذيقه ألما معينا ، لكن الحالة عند وفاء تبدو أكثر تعقيدا إذ أنها تعمد بنفسها إلى إيلام نفسها و جلد ذاتها إذا لم تجد هذا الآخر الذى يسقيها جرعات الألم المضنى ، و لعل هذا ما يفسر كونها مبرمجة على انتقاد الإسلام منذ هجرتها إلى الغرب عام 89 بينما لا يوجد لديها الهارد وير الخاص بمهاجمة الأديان و العقائد الأخرى .شىء أخير يهمنى أن أذكره لمزيد من التوضيح ، إن هذه المرأة تدعى فى كل حلقة و فى كل لقاء صحفى أنها كانت مسلمة و أنها تركت الإسلام عن اقتناع ، و الواقع أنها لم تكن مسلمة يوما ما و إنما كانت نصيرية ، و النصيرية كما هو معلوم نحلة خارجة عن الإسلام بإجماع جميع المذاهب حتى الشيعة ، فهى بالتالى كانت خارج دائرة الإسلام ثم تحولت إلى خارج دائرة الاديان ككل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق