الثلاثاء، 14 أبريل 2009

الغازية لازم تنزل

إن الغناء للعنب و البرتقالة و الرمانة و التفاحة و الموز و المانجه هو إفراز لواقع الهزيمة الذى تحياه الامة منذ زمن طويل ، ففى اوقات الإحتلال و الكساد الاقتصادى غنى كبار المطربين المصريين ارخى الستارة اللى ف ريحنا وبين النهود حطونى و فيك عشرة كوتشينة و السلسلة طويلة ، فالخلاعة و الدلاعة تكون سمة الفن فى مجتمع ما عندما يرادلإنسان هذا المجتمع أن لا يلتفت لما يدور حوله أو بالاحرى لما يحاك له من قبل قوى عدة تتصارع فيما بينها من أجل احتلال الصدارة وتحقيق مشاريع التوسع ، و الفن الذى هو فى كل المجتمعات من أهم عوامل النهضة او الانهيار يجرى الآن فى مجتمعنا العربى الإسلامى استهدافه لتفريغه من كل مضمون جاد قويم ثم تضمينه ــ الفن ــ لكل ما هو تافه أو غريزى ، من أجل إخراج جيل جديد من الشباب فارغ غير معنى بالقضايا العليا لأمته .قولوا لامى ما تبكيشمنذ العهد الناصرى ــ بغض النظر عن موقفى منه إيجابا أو سلبا ــ و حتى حرب رمضان قدمت فى مصر أغنيات قومية ووطنية كانت تشدو بمصر كجزء من الأمة العربية أغلبها تحدث عن شعارات العروبة و الوحدة والاستعمار و التحرر والانتصار و كان لعبدالحليم حافظ منها نصيب الأسد ، من هذه الأغنيات أغنية اعجبتنى جدا ــ بغض النظر عن موقفى من العروبة كفكرة و من عبدالحليم حافظ كشخص ــ تعبرعما يجيش فى صدر الجندى العربى من مشاعر بعنوان : فدائى ، برغم قلة إذاعتها إلا أنها تؤثر فى بدرجة كبيرة عندما أستمع لها ، لا أعرف من كتب كلماتها و لا من لحنها و لكن أكثر ما أثر فى من مقاطعها هو:و ان مت يا أمى ما تبكــيش * راح اموت علشان بلدى تعيشافرحى يا ما و زفينى * وفـ يوم النصر افتكرينىو ان طالت ياما السنين * خـــلى اخواتى الصــغيرينيكونوا زيى فدائيين فدائيين ياماو فى حرب التحرير الجزائرية غنى الفدائيون بنفس المعنى قولوا لامى ما تبكيش الغازية لازم تنزللكن موجة الحريات التى اجتاحت بلادنا بعد الحادى عشر من سبتمر والتى صاحبها ارتفاع فى سقف الرقابة على المادة الإعلاميةالمقدمة ، حملت فى طياتها جرعات هائلة من ” الجنس” تجاوزت كل سقوف الرقابة فى تاريخ الفن العربى فى القرن العشرين حتى فى عصر الخلاعة و الدلاعة ، و التى للأسف لم تقدم للجمهور فى ثوب تثقيفى توعوى من حيث كون الجنس أحد أهم النشاطات الإنسانية الطبيعية و هدية الله لبنى الإنسان ، و من حيث كوننا كشرقيين أو عرب أو محافظين أو أى توصيف آخر من أجهل شعوب الأرض تعاطيا مع هذا الشىء الذى يجمع إلى جانب بعديه الاجتماعى و البيولوجى بعدا آخرا دينيا لدينا نحن المسلمين ، إنما قدم فى صورة العب و افتح و بالراحة و حط النقط و غير النقط .إن دينا و ريكو و سعد الصغير و بوسى سمير و هيفاء عجرم و غيرهم هم شهود عيان على عصر فشل فيه الزعماء فى تصويب فوهات البنادق والمدافع نحو صدور الأعداء للدفاع عن ألأرواح و المقدسات وفى تقديم فن و إشاعة ثقافة تخدم قضايا الشعوب و حركات تحررها و تبنى إنسان مثقف مؤهل لأن يصبح عامود نهضة أمته ، فصوبوا نحو هذا الإنسان أسلحة من نوع آخر لتسقطه ضحية باصابات ذات تأثير أخطر، و لم و لن يكون شباب و شابات وسط البلد هم اول أو آخر تلك الضحايا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق