الثلاثاء، 14 أبريل 2009

الانتخابات العراقية .. الخيار الخاسر


مقتل ثلاثة مرشحين عراقيين يوم الخميس في حوادث مُنفصلة قبل يومين من انتخابات مجالس المحافظات في العراق أحدهم عضو الحزب الإسلامى العراقى عمر الفاروق العانى يعكس نتيجة كانت متوقعة منذ اندلع الخلاف بين القوى السنية حول الموقف من الاحتلال و العملية السياسية و أولويات كل منهما ، النتيجة ببساطة هى احتمالية الاقتتال السنى السنى على خلفية هذا الخلاف فى الرؤى و الأولويات هذا بالطبع اذا ما ثبت ما هو منتظر من أن تكون القاعدة هى وراء العمليات الثلاثة . ،
بالنسبة للانتخابات فدرس التاريخ يثبت للجميع أن القوى ذات المرجعية الإيرانية كانت الرابح الأكبر من ورائها طوال السنين الماضية ، ففى كل مرة تستنفر قواها الديموغرافية و المادية و تتصدر النتائج لتتقدم خطوات ببرامجها التى تهدف فى النهاية الى فيدرالية الجنوب و هو ما يعنى انفصال الجنوب بنفطه و موانيه على الخليج العربى و الاندماج فى إيران التى تعتبرهم اداوات فى يديها تحركها ضد أمريكا فى الوقت المناسب فيطالبون بجدولة للانسحاب و يعلنون عن انتقاد للمحاصصة السياسية الطائفية و يطالبوا بعلاقات أفضل مع العرب السنة ، فإذا ما تواتت مصلحة مع الأمريكان انبرت فرق الموت مرة أخرى تعمل عملها .
القوى الشيعية التى فازت قبل ذلك بـ 128 مقعد من 275 فى ديسمبر 2005 هى الضامن الطبيعى لهذه الانتخابات ، و هى على حالها ما بين أداة فى يد ايران و ما بين متحول لولاء الامريكى الذى أدار ظهره للائتلاف الشيعى و ذهب للتحالف مع بعض السنة العراقيين لاسيما الحزب الإسلامى ــ الواجهة السياسية للإخوان المسلمين ـ الذى ساهم إلى حد كبير فى الفشل النسبى الذى تعرض له مشروع الجهاد العراقى ، و النتيجة فى النهاية كانت مزيد من سرقة أموال العراقيين و ثرواتهم بل و تعذيبهم فى مقار وزارة الداخلية ، ثم مزيد من الاقتتال الذى أصبح سنيا سنيا بعد أن نجح الاحتلال فى الايقاع بين القوى الاسلامية السنية و دفعها للمواجهة المسلحة .
ليت القوى السنية المخلصة تدرك ان العمل السياسى فى ظل الاحتلال هو خيانة للقضية فالتاريخ لا يعرف عملا سياسيا أخرج محتل او أقر مشروع أو وحد أمة و فى العراق اليوم 14 قاعدة عسكرية دائمة أنشأتها الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تتوحد الجهود للتعامل معها كما ينبغى ، كما و أنه ليس هناك لدى القوى الضامنة للفوز فى تلك الانتخابات رؤية أو تطلع لعراق موحد أو على الأقل يمثل مصلحة العراقيين و فقط ، بل على العكس فكل من صوت فى الانتخابات السابقة لم يصوت من أجل العراق الموحد و الغير مقتتل الطوائف بل من أجل إحدى الحركات السياسية التي تمثل مصالحهم الذاتية أكثر من غيرها وتضمن لهم تحقيقها و قد كانت أغلبية من صوتوا إما من الشيعة أو الأكراد فكان هدف الشيعة إثبات هيمنتهم بينما أراد الأكراد أن يحققوا حكمهم الذاتي إن لم يكن استقلالهم ، و الامريكان من ناحيتهم فهموا اللعبة جيدا و لم يعودوا يتنسمون انتخابات تجعل من العراق منارة لديمقراطية جديدة و كبيرة فى الشرق الاوسط و لكن للحصول على حلفاء جدد يتحالفون معها ضد ايران احيانا و ضد المقاومة العراقية دائما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق