الثلاثاء، 14 أبريل 2009

حماس .. صح ايران ..غلط حزب الله ..لغط


الخطير فى تعليق أمين عام حزب الله ــ حسن نصر الله ــ على ما يعرف بـقضية " حزب الله المصرى " أن الرجل لم ينفى نفيا صريحا مسألة استتغلال نشاط حزب الله ضد إسرائيل و تعاطف الجماهير معه فى الدعوى إلى التشيع ، صحيح أنه لم يقر لكنه أيضا لم ينفى ، و أود أن أسجل فى معرض آخر أننى لست ضد حماس فى أن تقيم مع إيران أو حزب الله علاقة تخدمها فى صراعها الذى تمثلنا جميعا فيه مع اسرائيل ، لكننى أرى فى نفس الوقت أن الفارق كبير بين العلاقات التى تقوم على المصالح المتبادلة و بين الاندماج الأيدلوجى الذى قد يصل إلى تمييع الثوابت و تغييب المنطلقات ، و لكى أكون أكثر وضوحا فأنا أعلم أن إيران مثلا هى من يزود حماس بأكثر ما لديها من أسلحة كما أعلم أن هناك أفراد من كتائب عز الدين القسام تلقوا تدريبات على يد عناصر من حزب الله على أراضى سورية و سودانية هذا بالاضافة إلى الدعم المالى و الوجيستى الذى تقدمه إيران للحركة منذ نجاحها فى انتخابات 2006 ، لكن هذا لا يبرر بأى شكل من الأشكال سكوت حماس على استخدام ايران هذا الأمر فى خلق هذا النزيف السنى الذى اعترف به أحد أكبر دعاة التقريب بين السنة و الشيعة و هو الدكتور يوسف القرضاوى .
بالطبع فإن كثيرين اخطأوا عندما نظروا إلى الواقعة من جانبها الأمنى أو عندما ركزوا على أولوية دعم الفلسطينيين دونما الأخذ فى الاعتبار حقيقة هذا المد الذى طال الساحة الفلسطينية نفسها من خلال هذه الدعايا و من خلال واحدة من أكبر حركات المقاومة ذات المنهج الإسلامى و هى حركة الجهاد الإسلامى ، ذلك أن الأمر لم يعد يتوقف على مجرد انحراف فى العقيدة لدى بعض الضحايا المتحولين عن المنهج السنى بل تعداه إلى امكانية حدوث انشطار ديمغرافى فى البلاد التى ينخدع بعض أهلها بهذه الدعاوى مما قد يجعل من االمشروع الجهادى الفلسطينى نقطة اختراق ايرانية داخل العالم السنى ، و لربما سمعنا قريبا عن مطالبة للشيعة المصريين مثلا بإدراج مذهبهم فى بطاقات الهوية أو عن تطلعهم لتمثيل برلمانى و حزب سياسى و هو ما تبدو بوادره من بعيد .
أكرر لست ضد حماس فى أن تقيم علاقة مع إيران او غيرها مادام ذلك سيخدمها فى قضيتها فى ظل ضعف عربى سنى بالتحديد ، لكننى أربأ بل و اخشى على قادة المشروع الجهادى الفلسطينى أن يدخلوا فى هذا النفق المظلم من التنازلات و يعرضوا أبناء أمتهم لفتن كقطع الليل المظلم لا قبل لهم بها ، كما اننى أدعو أبناء العالم السنى ـ و قد يظننى البعض متطرفا فى هذه الدعوة ـ إلى ألا ينظروا للدور الإيرانى فى دعمه لحركات المقاومة الفلسطينية بغير العين التى كانوا ينظرون بها للدور الأمريكى فى دعمه المجاهدين الأفغان حينما كان يصفهم ريجان بالمجاهدين و ينطقها بالعربية ، ذلك أن إيران تصرفت فى كل القضايا التى ارتبطت بالصحوة الإسلامية بمنطق الأنانية و بما يخدم أجندتها فى المقام الأول ، و لعل ذاكرة البعض لا تنسى تكفير " آية الله خلخالى " قاضى الثورة الإيرانية الإخوان المسلمين السوريين لمصلحة النظام السورى الحليف سياسيا و مذهبيا ، ثم تنكرها و انقلابها على من أيدوا الثورة من أبناء الطائفة السنية فيها ، و أكاد اجزم بأنها لو وجدت لها موطىء قدم فى فلسطين فستتخلى عن حماس فورا و عندها سيكون الدرس قاسيا ليس لحماس فقط و إنما للعالم السنى ككل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق